الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
تفاعل فائزون سابقون بـ"نوبل في الاقتصاد" مع فكرة ترشيح الرئيس دونالد ترامب للجائزة المرموقة بفضل أجندته التجارية، وفقاً لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وخلال ظهوره، يوم الخميس، على قناة فوكس بيزنس، وصف بيتر نافارو، مستشار البيت الأبيض للشؤون التجارية، آثار سياسات الرئيس الجمركية الشاملة بأنها "إعادة هيكلة جذرية لبيئة التجارة الدولية".
وأضاف نافارو: "يتحدث الكثيرون عن دونالد ترامب كمرشح لجائزة نوبل للسلام. أعتقد أنه، بما أنه درّس اقتصاديات التجارة العالمية، فقد يكون مرشحًا لجائزة نوبل في الاقتصاد".
وقال ماسكين، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، العام 2007، لمساهماته في نظرية تصميم الآليات: "أعتقد أنه من غير المرجح أن يُمنح دونالد ترامب جائزة نوبل في الاقتصاد".
وأضاف: "تُمنح الجائزة للاكتشافات في الاقتصاد، وليس للسياسات الاقتصادية. وحتى لو مُنحت لسياسة معينة، فمن السابق لأوانه الجزم بتأثير رسوم الرئيس ترامب الجمركية".
وأوضح ماسكين أن هناك "سببًا وجيهًا" للافتراض بأنه في حال استمرار سريان الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها ترامب، "ستكون الآثار طويلة المدى على الولايات المتحدة والعالم سلبية - لكننا سنرى".
بدوره، قال روجر مايرسون، الحائز على جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية، العام 2007، بالاشتراك مع ماسكين والاقتصادي البولندي الأمريكي ليونيد هورويتز: "جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية جائزة علمية، ولذلك مُنحت تقديرًا للتقدم المحرز في الفهم العام للاقتصاد".
وأشار إلى أن الجائزة لا تُمنح للسياسات الاقتصادية، مبيناً أن بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق والفائز بجائزة نوبل العام 2022، قد كُرِّم لعمله البحثي في فترة الكساد الكبير، وليس لأفعاله خلال الأزمة المالية العام 2008.
وقال مايرسون: "بصفته رئيسًا للولايات المتحدة، اتخذ دونالد ترامب قرارات سيكون لها أيضًا تأثير اقتصادي كبير على ملايين الناس، للأفضل أو للأسوأ".
وأضاف: "ولكن إذا أراد بيتر نافارو إثبات جدارة ترامب كمرشح لجائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية، فعليه أن يستند إلى إسهامات دونالد ترامب في فهمنا للسياسة الاقتصادية الجيدة".
ولفت إلى أن العديد من سياسات ترامب الأخيرة تحدت الحكمة الاقتصادية التقليدية، ولكن لكي يُقدّم الرئيس حججًا قويةً لنيل الجائزة، عليه "نشر أبحاث تتناول الأدبيات الاقتصادية، وتُحدّد الافتراضات المختلفة التي دفعته لاختيار سياساته".
وأضاف: "إذا كان لدى الرئيس ترامب رؤىً قيّمة حقًا حول صنع السياسات الاقتصادية، فإن نشره لتطورٍ دقيقٍ ومدروسٍ لأفكاره يُمكن أن يُشكّل مساهمةً مهمةً في العلوم الاقتصادية.
ومع ذلك، يجب أن أُحذّره من أن عدد المساهمات المهمة في العلوم الاقتصادية يفوق عدد الجوائز التي تستطيع لجنة نوبل منحها".
وقال جيمس هيكمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد العام 2000: "دعوني أعبّر عن ذلك بهذه الطريقة: إنه أحقّ من باراك أوباما"، في إشارةٍ إلى جائزة السلام للعام 2009 التي مُنحت للرئيس السابق بعد 9 أشهر فقط من ولايته الأولى.
واضاف أن "منح ترامب جائزة السلام أمرٌ مُبرّر، إذا نجح في إحلال السلام في الشرق الأوسط".
ومع ذلك، قال هيكمان، عن عمله في الاقتصاد القياسي، إنه متأكد من أن ترامب لن يفوز بهذه الجائزة بسبب تعليقاته اللاذعة.
وأوضح أن التحيز ضد سياساته هائل في كل مكان، وهو ليس بمستوى معظم الحائزين على الجائزة.
واتفق هيكمان مع نافارو على أن ترامب حاول إعادة هيكلة التجارة العالمية، لكنه قال إن "الحكم النهائي" بشأن آثار ذلك لم يُحسم بعد. لكن من يدري؟ فالأوقات تتغير."
وردًا على نافارو، الذي وصفه بأنه "مصدر غير موثوق للنظريات والتعليقات"، قال ويليام نوردهاوس، الفائز بالجائزة، العام 2018، لدمجه تغير المناخ في تحليل الاقتصاد الكلي طويل الأجل، بأنه متشكك بأن سياسات ترامب التجارية قد حققت أي شيء سوى تقويض النفوذ الأمريكي العالمي.
واضاف: "أفهم نجاحات ترامب على النحو التالي: لقد بنت الولايات المتحدة، على مر العقود، مخزونًا هائلًا من القوة الناعمة والصلبة، بالإضافة إلى حسن النية في معظم أنحاء العالم، قدرًا هائلاً من رأس المال الاجتماعي".
وأوضح أن ترامب يستغل الرأسمال الاجتماعي هذا، ويستخدمه مثل مراهق مبذّر لتحقيق لا شيء ذي قيمة تقريباً، وتدمير العديد من الأجزاء الحيوية للبنية التحتية المؤسسية العالمية.
وأشار إلى أن ترامب قد يكون "منافسًا رئيسًا" لجائزة نوبل للحماقة العلمية.
ومن بين الفائزين السابقين بهذه الجائزة الساخرة، التي تُمنح سنويًا منذ العام 1991، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإدوارد تيلر، الفيزيائي المجري الأمريكي المعروف باسم "أبو القنبلة الهيدروجينية"، بالإضافة إلى دونالد ترامب نفسه، الفائز المشارك بجائزة التعليم الطبي للعام 2020، بسبب سوء إدارته لجائحة كوفيد-١٩.
من جهته، قال جيفري فرانكل، الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن احتمال حصول ترامب على جائزة نوبل في الاقتصاد "أمرٌ مُبالغ فيه"، وأنه "لا توجد أي فرصة على الإطلاق للنظر في ترشيحه بجدّية".
وأضاف: "يجب أن أقول إن احتمال فوز ترامب بجائزة نوبل أقل أيضًا من احتمال غزو الولايات المتحدة للسويد".