logo
العالم

واشنطن تحاصر وبكين تحذرّ.. هل نشهد حرب نفوذ جديدة في منطقة الكاريبي؟

واشنطن تحاصر وبكين تحذرّ.. هل نشهد حرب نفوذ جديدة في منطقة الكاريبي؟
المدمرة يو إس إس غرافلي (DDG 107) المصدر: أسوشيتد برس
22 أغسطس 2025، 10:25 ص

مع اقتراب المدمرات الأمريكية من السواحل الفنزويلية يوم الخميس، أدانت  الصين الحشد العسكري الأمريكي محذّرة من أي تدخل خارجي، وأعلنت دعمها للرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة صراع تتجاوز تداعياته حدود البحر الكاريبي.

وقال المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن بلاده تعارض "أي إجراء ينتهك مبادئ ومقاصد ميثاق  الأمم المتحدة أو سيادة وأمن أي دولة"، مؤكدة رفضها "لتدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لفنزويلا تحت أي ذريعة"، وداعية الولايات المتحدة إلى "العمل من أجل السلام والاستقرار في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي".

ووفقًا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ" الصينية أن تصريحات بكين جاءت بالتزامن مع استقبال مادورو السفير الصيني في كاراكاس، لان هو، حيث أشاد الرئيس الفنزويلي بـ"التقدم الملحوظ" في المشاريع المشتركة، وكتب عبر "تيليجرام" عقب الاجتماع الذي حضرته أيضًا نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز: "الصين، بلا شك، الدولة الرائدة عالميًا في مفهوم التنمية البشرية".

أخبار ذات علاقة

زوارق حربية أمريكية في البحر الكاريبي

الكاريبي يشتعل.. مادورو يسلّح الملايين وترامب يرسل المدمرات

 

ويأتي هذا التبادل فيما تكثف إدارة ترامب ضغوطها على كاراكاس؛ حيث أعلن البيت الأبيض إرسال 3 مدمرات وسرب برمائي يضم نحو 4 آلاف جندي من مشاة البحرية إلى منطقة الكاريبي، مؤكداً أن الهدف هو تفكيك شبكات تهريب المخدرات، بينما ترى فنزويلا وحلفاؤها أن هذه الدوريات تمثل تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية.

وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأن الرئيس ترامب "مستعد لاستخدام كامل القوة الأمريكية" لمنع دخول المخدرات إلى البلاد وتقديم المسؤولين عنها للعدالة، ووصفت حكومة مادورو بأنها "كارتل مخدرات إرهابي"، مشيرة إلى رفع المكافأة على القبض عليه إلى 50 مليون دولار.

ورد مادورو بحشد 4.5 مليون عنصر من الميليشيا البوليفارية، وأمر بتعليق رحلات الطائرات المسيرة لمدة 30 يومًا في أنحاء البلاد، وقال في خطاب متلفز: "ندافع عن بحارنا وسمائنا وأراضينا. لقد حررناها ونحرسها، ولن يُمس تراب فنزويلا المقدس من أي إمبراطورية".

منذ العام 2007، ضخت الصين نحو 67 مليار دولار في فنزويلا، وهو أكبر استثمار لها في أي دولة بأمريكا الجنوبية، ما جعلها الدائن الأبرز لكاراكاس وشريانها الاقتصادي الأساس. وقد ارتبطت هذه الشراكة، التي بدأت في عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، بصفقات نفطية مقابل قروض، وتحوّلت إلى تحالف استراتيجي صمد أمام الخلافات المالية والعقوبات الأمريكية.

وعلى الرغم من خفض الشركات الصينية مشترياتها المباشرة من النفط الفنزويلي، لا تزال بكين توفر غطاءً دبلوماسيًا لمادورو، وكانت من أوائل الدول التي اعترفت، العام الماضي، بانتخابات مثيرة للجدل منحته ولاية ثالثة.

أخبار ذات علاقة

 رئيس وزراء غرينادا ديكون ميتشل

مجموعة الكاريبي تطالب أوروبا بتعويضات عن العبودية

 

وتباينت ردود الفعل الإقليمية على التحركات الأمريكية؛ إذ أكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم رفضها لأي تدخل، ودعت إلى الحوار لحل النزاعات. 

أما الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو فحذّر من "عواقب إقليمية وخيمة" إذا اعتقدت واشنطن أن العمل العسكري قد ينهي أزمة فنزويلا. 

وأعربت البرازيل كذلك عن قلقها، حيث شدد كبير مستشاري الرئيس لولا دا سيلفا، سيلسو أموريم، على أن مبدأ عدم التدخل يظل ركيزة في دبلوماسية بلاده، محذرًا من الاعتماد على "القوة الشاملة" في مواجهة الجريمة المنظمة.

في المقابل، آثرت بعض الحكومات الصمت أو دعمت موقف واشنطن. فالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الحليف المقرب من ترامب، لم يُعلّق، لكنه أعاد نشر رسائل السفارة الأمريكية حول التعاون الدفاعي. 

وفي الإكوادور، أمر الرئيس دانيال نوبوا أجهزته الأمنية بالتحقيق في صلات محتملة بين الكارتلات الفنزويلية والعصابات المحلية. أما مجلس الشيوخ في باراغواي فقد أعلن "كارتل دي لوس سولس" منظمة إرهابية، بانتظار مصادقة الرئيس سانتياغو بينا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC