كشف تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، أن حوالي 2000 طن من بيركلورات الصوديوم كانت مخزنة في ميناء رجائي الإيراني، كانت سبب الانفجار الكبير الذي هز البلاد، إلا أن طهران لم تقدم أي تفاصيل بشأن طبيعة تلك المواد الكيميائية.
قبل أقل من شهر من وقوع الانفجار في ميناء رجائي في بندر عباس الإيراني، أعلنت وسائل إعلام عن وصول السفينة "جيران"، وهي السفينة الثانية التي تحمل مواد كيميائية تستخدم في إنتاج وقود الصواريخ، والتي غادرت الصين إلى إيران.
وذكرت شركة "أمبري" الأمنية أن شحنة من وقود الصواريخ الصلب من نوع بيركلورات الصوديوم وصلت إلى ميناء رجائي في شهر مارس/آذار الماضي، وكان من المفترض أن تهدف إلى تجديد مخزون إيران من الصواريخ الباليستية.
ويعتبر بيركلورات الصوديوم مكونًا أساسيًّا في صنع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ الباليستية؛ لأنه قادر على إطلاق الأكسجين بسرعة عالية، مما يتيح عملية احتراق قوية وسريعة.
وبسبب جفافها النسبي في درجة حرارة المكان؛ يعتبر بيركلورات الصوديوم سهل التخزين والنقل. ومع ذلك، عند دمجه مع الوقود العضوي، أو الحرارة العالية، أو الاحتكاك، فإنه يمكن أن يصبح متفجرا للغاية.
ولهذا السبب؛ تخضع هذه المادة لرقابة دولية صارمة، وتقيد العديد من البلدان استيرادها واستخدامها بسبب المخاوف بشأن استخداماتها العسكرية، وخاصة في برامج الصواريخ.
وتشير التقارير إلى أن استيراد إيران كميات كبيرة من بيركلورات الصوديوم، عبر شحنات قادمة من الصين، أثار مخاوف متزايدة في الغرب.
ووفق الصحيفة العربية، فإن استخدامها لتجديد مخزون إيران من الصواريخ الباليستية يشكل انتهاكا للعديد من القيود الدولية، بل ويعزز المخاوف بشأن تصعيد الأمن الإقليمي.
وقالت شركة "أمبري"، إن الحريق الذي اندلع في الميناء كان على ما يبدو بسبب الإهمال في التعامل مع شحنة الوقود الصلب.
وأشارت بيانات تتبع السفن التي نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" إلى وجود إحدى السفن التي تحمل المواد في منطقة الميناء في شهر مارس/آذار. ورفضت السلطات الإيرانية تأكيد استلام الشحنة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن مديرية الجمارك المحلية ألقت باللوم على "التخزين غير السليم للمواد الخطرة في منطقة الميناء"، دون توضيح التفاصيل.
وأشارت صور من المنطقة إلى أضرار واسعة النطاق في عدة مواقع بالميناء. وحذرت السلطات من التلوث الجوي الشديد بسبب انبعاثات المواد الكيميائية مثل الأمونيا وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين.
وعلى إثر الحادث، تم إغلاق المدارس في مدينة بندر عباس مؤقتًا.
ويعد ميناء رجائي، الواقع في محافظة هرمزجان جنوبي إيران، مركزًا تجاريًّا استراتيجيًّا مهمًّا. وفي عام 2020، كان الميناء هدفًا لهجوم إلكتروني نُسب إلى إسرائيل، وسط صراع مستمر في الفضاء الإلكتروني.
في وقت سابق، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، نقلا عن معلومات مخابرات من مسؤولين أمنيين في بلدين غربيين، أن سفينتي شحن إيرانيتين تحملان مكونا لوقود الصواريخ ستبحران من الصين إلى إيران في الأسابيع القليلة المقبلة.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تحمل السفينتان، جولبون وجيران، اللتان ترفعان العلم الإيراني، أكثر من ألف طن من مادة بيركلورات الصوديوم، التي تستخدم في صنع بيركلورات الأمونيوم، المكون الرئيس للوقود الصلب للصواريخ، بحسب "رويترز".
وذكرت أن بيركلورات الأمونيوم من بين المواد الكيميائية التي تخضع لسيطرة نظام مراقبة تصدير تكنولوجيا الصواريخ، وهي هيئة دولية طوعية لمكافحة الانتشار النووي.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين اثنين قولهما إن كمية بيركلورات الصوديوم يمكن أن تنتج 960 طنا من بيركلورات الأمونيوم، وهو ما يكفي لصنع كمية قدرها 1300 طن من الوقود، التي يمكنها تزويد 260 صاروخا إيرانيا متوسط المدى.