الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أعلنت السلطات في مدغشقر فرض حظر تجول ليلي في العاصمة أنتاناناريفو بعد احتجاجات عنيفة اندلعت بسبب تدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الانقطاعات المتكررة للكهرباء ونقص المياه.
وكشفت مصادر أن هذا القرار جاء بعدما تحولت المظاهرات التي قادها آلاف الشبان إلى أعمال عنفٍ شمِلت نهب مركز تجاري كبير وإحراقه، إضافة إلى مهاجمة منازل نواب في البرلمان.
المطالب المرفوعة كانت واضحة: "نريد ماءً وكهرباء"، وربَّما تختزل هذه الشعارات البسيطة حجم الإحباط الشعبي في بلد يعاني فقرًا مدقعًا؛ إذ لم تُفلح وعود الرئيس أندري راجويلينا الذي أعيد انتخابه في 2023، في تحسين حياة المواطنين.
من جهتها لجأت قوات الأمن لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما اتّهمت السلطات "مندسين" بمحاولة استغلال الموقف لإحداث دمار، وأعلن قائد الجهاز الأمني المشترك، الجنرال أنجلو رافيلوناريفو، أن حظر التجول من الـ7 مساءً حتى الـ5 صباحًا سيستمر "لحين استعادة النظام العام".
غير أن هذه المواجهات كشفت عن فجوةٍ متّسعة بين الدولة والمجتمع؛ فبدل أن تُنظر أزمة الكهرباء والمياه باعتبارها مسألة تقنية، تحولت إلى اختبار سياسي لشرعية الحكم، كما أن اللجوء لفرض حظر التجول واستخدام القوة الأمنية، يعكسان بدورهما خشية النظام من انفلاتٍ أكبر قد يهدد استقراره، في بلد ظل يعاني منذ عقود من دورات أزمات اقتصادية وسياسية متكررة.
مدغشقر ليست مجرد جزيرة فقيرة في المحيط الهندي، بل هي بلد استراتيجي على خطوط الملاحة العالمية؛ ما يعني أن أي اهتزاز داخلي فيه قد يفتح الباب أمام تدخلاتٍ خارجية أو إعادة رسم توازنات النفوذ في المنطقة، وهو ما يفسر قلق النظام وسرعة لجوئه إلى مثل هذه الإجراءات الاستثنائية.