رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
غرقت عاصمة مدغشقر في حالة من الفوضى خلال الأيام الأخيرة تخللها أعمال نهب وإطلاق غاز مسيل للدموع وحرق منازل شخصيات سياسية، وسط غضب عارم تجاه تقاعس الحكومة.
وتحدى آلاف الأشخاص حظرا للاحتجاجات في أنتاناناريفو تعبيرا عن الغضب الشعبي بسبب نقص المياه والكهرباء والفساد وتقاعس الحكومة.
وامتدت حركة الاحتجاجات إلى عدة مدن في أنحاء البلاد مساء الجمعة، بما في ذلك دييغو سواريز؛ إذ شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وإلى جانب العاصمة أنتاناناريفو، فُرض حظر تجول في عدة مدن رئيسة في أنحاء البلاد الليلة الماضية.
وندد المتظاهرون بـ"القمع" الذي مارسته قوات الأمن ضدهم، حيث أظهرت مقاطع فيديو وصور متداولة مشاهد لـ"عنف الشرطة"، وفقا لناشطين.
وبحسب مصدر طبي، قُتل خمسة أشخاص، بينما كُتب على لافتات المتظاهرين: "دعونا نُسمِع حقوقنا" و"لا نريد اضطرابات، نريد حقوقنا فقط". ونددت اللافتات بـ"الفساد" و"انعدام شفافية القادة".
ورغم التواجد الأمني المكثف، وحظر التجول الليلي في العاصمة من الساعة السابعة مساء حتى الخامسة صباحا، تعرضت البنوك ومتاجر السلع الغذائية والأجهزة المنزلية، وحتى محطة التلفريك، للحرائق والنهب، ومع حلول الليل، استمر النهب دون أي تواجد أمني.
وكانت العاصمة، التي عادةً ما تكون مزدحمة وصاخبة، مهجورة تماما مع نهاية يوم الجمعة مع اقتراب وقت حظر التجول، وظلت المدارس مغلقة طوال اليوم أيضا.
وهاجم المتظاهرون عددا من القادة السياسيين، وأُضرمت النيران في منازل ثلاثة برلمانيين مقربين من الحكومة، ورشق المتظاهرون رجال الإطفاء بالحجارة أثناء محاولتهم إخماد النيران في منزل عضو مجلس الشيوخ الذي عيّنه الرئيس أندريه راجولينا في وقت سابق من هذا العام.
ورد رئيس مدغشقر أندريه راجولينا قائلاً: "استمعتُ إلى مطالب غالبية السكان بشأن انقطاع الكهرباء ونقص المياه، وقد أعقبت هذه المطالب أعمال نهب وعنف، وهو ما أدينه بشدة".
وكان الرد العملي من الرئيس على السخط الشعبي حتى الآن هو إقالة وزير الطاقة، لكنه أعرب عن استنكاره للاستغلال السياسي لحركة الشباب السلمية.
ووفقا للرئيس راجولينا، فقد "دُفعت أموال لمرتزقة للنهب وإثارة الاضطرابات في العاصمة، عقب تحريض واضح على الكراهية والعنف نشره قادة المعارضة قبل أيام قليلة على وسائل التواصل الاجتماعي".
ووصف الرئيس عنف الأيام الماضية بأنه أعمال زعزعة للاستقرار، وأشار إلى "شكل من أشكال الانقلاب".
ولم يثبط ذلك معنويات المتظاهرين، وقرروا أن يجتمعوا مجددا اليوم السبت، حيث تم تداول نداءات عبر منصات التواصل الاجتماعي تدعو إلى الانضمام بأعداد كبيرة لاحتجاجات تقودها حركة جيل زد التي اعتمدت علم القراصنة من المسلسل الياباني "ون بيس"، ونأت بنفسها عن مشاهد النهب، بينما ارتدى بعضهم قبعة "لوفي"، أحد أبطال السلسلة الكرتونية الشهيرة.
ورغم مواردها الطبيعية الاستثنائية، لا تزال مدغشقر من أفقر دول العالم. ووفقا للبنك الدولي، بلغت نسبة سكانها تحت خط الفقر حوالي 75% في عام 2022.
