أجرت إيران وأذربيجان مناورة عسكرية مشتركة يوم الاثنين، وهي الثانية بينهما خلال الأشهر الستة الماضية، في أحدث مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين، وتنامي التعاون العسكري بينهما، وفق ما ذكر تقرير لموقع "المونيتور".
ووصل وفد إيراني إلى باكو يوم الأحد للمشاركة في مناورة "أراز-2025" التي ستُجرى في الفترة من 18 إلى 21 مايو/أيارالجاري، فيما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن القوات الخاصة التابعة للقوة البرية للحرس الثوري تشارك في المناورة إلى جانب الجيش الأذربيجاني في منطقة كاراباخ.
وكاراباخ هي منطقة تضم أجزاء من أذربيجان وأرمينيا، بما في ذلك منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها؛ إذ خاض البلدان حروباً عديدة على هذه المنطقة.
ولم تُشر إيران وأذربيجان بالتحديد إلى مكان إجراء التدريبات في المنطقة، مع أن وزارة الدفاع الأذربيجانية قالت إنها تُجرى في "الأراضي المحررة". وذكرت وكالة تسنيم أن التدريبات تُجرى في "مناطق كاراباخ التي حررتها جمهورية أذربيجان".
شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تحسناُ مؤخرا بعد توترات شهدتها السنوات الماضية؛ إذ زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان باكو في أبريل/نيسان، والتقى بنظيره إلهام علييف، ووقع عدة اتفاقيات تعاون.
أعادت أذربيجان فتح سفارتها في طهران في يوليو/تموز الماضي. وكانت البعثة أُغلقت بعد اقتحامها من قِبل مسلح في أوائل عام 2023، فيما وصفته إيران بأنه نزاع شخصي، بينما وصفته أذربيجان بأنه "هجوم إرهابي".
لطالما كانت طهران وباكو على خلاف بشأن علاقات أذربيجان مع إسرائيل، والتي تمتد إلى المجال العسكري.
وتُعدّ إسرائيل مورداً رئيساً للأسلحة لأذربيجان، ومثّلت 27% من واردات باكو الرئيسة من الأسلحة بين عامي 2011 و2022، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. يُشاع على نطاق واسع وجود عسكري لإسرائيل في أذربيجان، إلا أن باكو نفت هذه الاتهامات.
وانتقدت إيران أذربيجان لعلاقاتها مع إسرائيل، وانتقدت بشدة افتتاح السفارة الأذربيجانية في تل أبيب عام 2023.
لطالما انحازت إيران إلى جانب أرمينيا في نزاع ناغورنو كاراباخ. ومن أبرز القضايا العالقة بين إيران وأذربيجان مشروع ممر زنكزور للنقل. سيربط هذا الممر أذربيجان بجيبها نخجوان عبر أرمينيا. وتعتقد إيران أن الممر سيقطع حدودها مع أرمينيا ويمنع وصولها إليها.