اعتبر خبراء فرنسيون أن الأسبوع الحالي قد يكون حاسمًا لأوكرانيا، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد حل سلمي للصراع المستمر مع روسيا.
يأتي ذلك، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، مما زاد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السلام بين البلدين.
في ظل هذا التطور، كثفت الدول الأوروبية جهودها لتعزيز قدراتها الدفاعية. ففي يوم الخميس 6 مارس، وافق قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في بروكسل على خطة للمفوضية الأوروبية تهدف إلى "إعادة تسليح أوروبا" بميزانية تبلغ 800 مليار يورو.
على الجانب الدبلوماسي، من المقرر أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة جدة في المملكة العربية السعودية يوم الاثنين 10 مارس، للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
تأتي هذه الزيارة قبل اجتماع مهم بين الوفدين الأمريكي والأوكراني، حيث سيحضر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمناقشة سبل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
في الوقت نفسه، سيجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، لتأكيد دعم فرنسا لاستقلال وسيادة مولدوفا في ظل الصراع الروسي الأوكراني.
كما سيستضيف ماكرون يوم الثلاثاء 11 مارس اجتماعًا لرؤساء أركان الدول الأوروبية لبحث إمكانية نشر قوات أوروبية في أوكرانيا لضمان احترام أي اتفاق سلام مستقبلي.
وفي هذا السياق، أشار الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن الأوكراني الروسي، بيير راسيل، إلى أن تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية قد يدفع الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤولية أكبر في دعم أوكرانيا.
وقال راسيل لـ"إرم نيوز": "هذا التطور قد يكون دافعًا لأوروبا لتعزيز قدراتها الدفاعية وتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة".
وأضاف: "إن تحليلا للتاريخ الاستعماري وتأثيره على النزاعات الحالية يمكن أن يوفر رؤى قيمة لفهم تعقيدات الصراع الأوكراني الروسي".
من جانبه، أكد الباحث الفرنسي جان دوبريه أن الاجتماعات الدبلوماسية المرتقبة قد تسهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية.
وأضاف دوبريه: "هذه اللقاءات قد تمهد الطريق لحل سلمي للصراع، خاصة إذا تمكنت من معالجة المخاوف الأمنية لروسيا وأوكرانيا على حد سواء".
واعتبر جان دوبريه أن المقاربة التاريخية لما يحدث في الوقت الراهن وما حدث من قبل قد تساعد في تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة.
وأوضح دوبريه: "من خلال فهم السياق التاريخي والثقافي للصراع، يمكننا تطوير استراتيجيات دبلوماسية أكثر فعالية لتحقيق السلام الدائم".
ومع تصاعد الجهود الدبلوماسية الدولية وتكثيف الاجتماعات رفيعة المستوى، يبدو أن الأسبوع الحالي قد يكون حاسمًا في تحديد مسار الصراع الأوكراني الروسي.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تسفر هذه التحركات عن خطوات ملموسة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.