حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم

ترامب يغيّر نبرته.. من وعود السلام إلى تهديد روسيا بالعقوبات

ترامب يغيّر نبرته.. من وعود السلام إلى تهديد روسيا بالعقوبات
دونالد ترامب وفلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
09 مارس 2025، 1:01 م

في تطور جديد يعكس تداخل المصالح والتوجهات السياسية، صعّدت روسيا ضرباتها الجوية على منشآت الطاقة الأوكرانية، في خطوة تؤكد إصرارها على فرض هيمنتها الميدانية، ولكن المفاجأة جاءت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن في تصريحات متكررة عن رغبته في إنهاء الحرب، عاد ولوّح بعقوبات جديدة ضد موسكو.

في الأيام الأخيرة، كثفت القوات الروسية هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية، مستهدفة بشكل خاص محطات توليد الكهرباء ومنشآت الطاقة الحيوية، هذه الضربات، وفقًا لمراقبين، تحمل رسائل واضحة، تتضمن أن موسكو لن تتراجع، ولن تسمح لأوكرانيا أو الغرب بفرض شروطهم في أي مفاوضات قادمة.

أخبار ذات علاقة

من لقاء ترامب وزيلينسكي

مع تقدم روسيا عسكرياً.. ماذا يعرقل المفاوضات الأمريكية لوقف الحرب الأوكرانية؟

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا نفذت هجومًا واسعًا على منشآت البنية التحتية للغاز والطاقة، من خلال 67 صاروخًا من الجو والبر والبحر وأطلقت 194 طائرة مسيرة.

وأكد القوات الأوكرانية أنها استخدمت طائرات "ميراج" الفرنسية للمرة الأولى لصد ضربات روسية، وأسقطت 34 صاروخًا، و100 طائرة مسيرة، بينما لم تصل 10 صواريخ إلى أهدافها وفُقدت 86 طائرة مسيرة من الرادارات.

وفي أعقاب هذه الضربات، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعوته إلى هدنة في الجو والبحر في أوكرانيا، قائلاً: "الخطوات الأولى لإرساء سلام حقيقي يجب أن تكون إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، أي روسيا، على إنهاء هذه الهجمات".

وبينما تحاول كييف الصمود أمام الهجمات الروسية، تبدو الولايات المتحدة في موقف أكثر تعقيدًا، خاصة مع النهج الذي يتبعه ترامب، والذي يحمل إشارات متضاربة حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية.

وفي تحول مُفاجئ، أكد ترامب، أنه سيفرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق وعقوبات ورسوم جمركية جديدة على روسيا إذا ما استمرّت في قصف أوكرانيا وتحاشت السلام الذي يريده الرئيس الأوكراني في أقرب ما يمكن.

ومن جانبها، علقت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تهديد ترامب بفرض عقوبات مالية جديدة على روسيا، قائلةً: "واجهنا العديد من العقوبات بالفعل ولم يمنعنا ذلك من تحقيق أهدافنا".

بين تصريحات ترامب المتضاربة، والقصف الروسي المتواصل، يبقى السؤال الأهم: هل سيستمر الرئيس الأمريكي في الضغط على موسكو بالعقوبات، أم أن هذه مجرد خطوة تكتيكية لفرض رؤيته الخاصة لإنهاء الحرب وإعادة ترتيب أوراق اللعبة؟

ويرى الخبراء، أن تصريحات ترامب ما هي إلا مُناورات سياسية ليس هدفها الأساسي إحلال السلام، وأن موسكو تدرك أن أي هدنة ستكون فرصة لكي تعيد أوكرانيا ترتيب صفوفها عسكريًا، ولذلك ترفض وقف القتال.

ويوضح الخبراء، أن الوضع في أوكرانيا يشهد تغييرات مع اقتراب المفاوضات، وأن ترامب يُحاول لملمة مشكلاته مع الرئيس الأوكراني وذلك للحصول على الصفقة الاقتصادية الكبرى «المعادن النادرة»، وهو ما قد يُشير إلى احتمالية تقديم تنازلات.

بداية، قال آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إن ترامب قد يعتقد أنه قادر على إيقاف الحرب في أوكرانيا، لكن موقفه لا يعكس بالضرورة رأي النخبة الحاكمة أو الدولة العميقة في الولايات المتحدة. وأن هناك مؤسسات وتيارات أمريكية تستفيد من استمرار الحرب بشكل أو بآخر، وهو ما تدركه روسيا جيدًا.

وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة تناور، وليس هدفها الأساسي إحلال السلام، فالمشكلة الحقيقية تكمن في أن أوكرانيا غير قادرة على الاستمرار في المعركة، وروسيا على دراية بذلك.

الرسالة الروسية ورد الفعل الأمريكي

وأوضح أن اختبار روسيا لصاروخها الجديد "أوريشناك" كان رسالة واضحة للولايات المتحدة، مفادها أن التصعيد قد يشمل خطوات بأسلحة تقليدية، تليها مواجهة نووية محتملة، هذا الأمر دفع واشنطن إلى تقليل زخم المعارك واللجوء إلى أساليب المناورة السياسية والعسكرية.

وأشار إلى أن ترامب نجح في استغلال هذه المناورة وروّج لها، لكن جوهر اقتراحه كان تقليل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مع الضغط عليها للموافقة على المفاوضات، كما لوّح بفرض عقوبات على روسيا، إلا أن موسكو تدرك أن أي هدنة ستكون فرصة لكي تعيد أوكرانيا ترتيب صفوفها عسكريًا، ولذلك ترفض وقف القتال.

وأكد ملحم أن الولايات المتحدة ذاتها ليست مقتنعة بضرورة إيقاف الحرب، لكن ترامب يحاول إقناع الدولة العميقة بأن فرض عقوبات إضافية على روسيا قد يجبرها على التفاوض، كما أنه يناور مع أوكرانيا من خلال صفقات المعادن النادرة، وهو ما تدركه موسكو جيدًا، ولهذا استمرت في استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية.

غياب الثقة واستمرار المناورات 

وشدد على أن روسيا سبق أن تعاملت مع الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا في الأزمة الأوكرانية، لكنها تعرضت للخداع مرارًا، وأن واشنطن لم تخدع موسكو في أوكرانيا فحسب، بل في قضايا دولية أخرى أيضًا.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن غياب الثقة بين الطرفين يعني استمرار المناورات والابتزاز المتبادل، حيث يسعى كل طرف لتحقيق مكاسب دون أن يكون هناك أي نية حقيقية لإنهاء الحرب.

تغيّرات ميدانية

من جانبه، أكد عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، أن الوضع في أوكرانيا يشهد تغيّرات ملحوظة مع اقتراب موعد انعقاد المفاوضات، حيث يسعى كل طرف إلى إبراز قوته وأوراق الضغط المتاحة لديه.

وأوضح أن روسيا، من خلال استهدافها منشآت الطاقة الأوكرانية، تحاول إيصال رسالة واضحة بأنها لا تزال تسيطر على مجريات الحرب ولم تفقد زمام المبادرة.

وأضاف أبو الرب لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات ترامب بشأن إنهاء الحرب تأتي في إطار صفقة اقتصادية محتملة، يمكن أن تحقق مكاسب لجميع الأطراف المتنازعة، سواء روسيا أو أوكرانيا.

وأشار رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار إلى أن ترامب يسعى لوقف الحرب بشكل كامل، إلا أن مقترحاته تواجه استياءً واسعًا داخل أوكرانيا؛ لأنها تُقدِّم تنازلات على حساب كييف وليس موسكو. 

تصعيد محتمل وغموض في المرحلة المقبلة

وأوضح أبو الرب أن المرحلة القادمة ستكون غامضة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي داخل أوكرانيا تجاه موقف ترامب، محذّرًا من أن استمرار الضربات الروسية قد يدفع الجيش الأوكراني إلى الانسحاب من بعض المناطق، أو يجعل كييف تضع شروطًا جديدة تُعقّد جهود الوسطاء.

وفي هذا السياق، أكد أبو الرب أن الرئيس ترامب وجّه تهديدًا واضحًا بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا إذا لم تتوقف عن استهداف البنية التحتية الأوكرانية، وأن هذه الضغوط قد تكون جزءًا من استراتيجية أمريكية للضغط على موسكو من جهة، والتأثير على موقف أوكرانيا التفاوضي من جهة أخرى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC