قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن رفض إيران التعاون مع المفتشين النوويين الدوليين، قد يؤدي إلى مزيد من العمل العسكري الأمريكي، مستشهدة بالغارات الجوية التي شنت في يونيو/حزيران على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسة.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تصرفات النظام الإيراني الأخيرة "تظهر لا مبالاة" بل "ورغبة في الحرب"، عبر استمراره في " أفعال مثيرة للجدل"، مما يعزز صورته كـ "نظام خارج عن القانون" وفق تعبيرها.
وذهبت "واشنطن بوست" إلى أن "استمرار حالة عدم اليقين بشأن حجم البرنامج النووي الإيراني الذي دُمر في هجمات فوردو ونطنز وأصفهان، يُنذر بتأجيج مواجهة جديدة"، مشيرة إلى أنه سُمح للمفتشين بزيارة مفاعل بوشهر، لكن لم يُسمح لهم بزيارة المنشآت التي استهدفتها القاذفات الأمريكية.
ودعت الصحيفة الأمريكية طهران لاستخلاص أهم الدروس من يونيو، وهو أن "الولايات المتحدة لا تخشى استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "قاوم ضغوط الفصيل الانعزالي الصريح في قاعدته، ويمكنه أن يفعل ذلك مجدداً إذا رأى ذلك ضرورياً لحماية أمن البلاد".
ورأت أن "مماطلة إيران، إلى جانب فقدان مخزونات من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة، يُبرز ضرورة إتاحة الوصول الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشددة أن على طهران أيضاً العودة إلى المفاوضات بشأن برنامج نووي مدني بحت، إذا أرادت تجنب المزيد من الصراع.
والأسبوع الماضي، فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا "آلية الزناد" الأممية، لتبدأ بذلك عملية تستغرق 30 يوماً لاستعادة العقوبات الدولية ما لم تستأنف إيران تعاونها الكامل مع الوكالة، وتوافق على محادثات مباشرة مع واشنطن، وتقدم حسابا عن اليورانيوم.
وهددت إيران بـ"رد قاس" إذا أعيد فرض العقوبات عليها، بما في ذلك إمكانية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وربطت "واشنطن بوست" بين إعادة الضغط على إيران، مقابل تنامي نشاطها "التخريبي" في الخارج، مشيرة بذلك إلى طرد أستراليا لسفير طهران، بعد معلومات استخباراتية كشفت تورط الحكومة الإيرانية في هجوم على كنيس يهودي في ملبورن، وشركة أغذية كوشير في سيدني.
كما تعرض رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتهديدات منسوبة لإيران، مما استدعى تعزيزات أمنية، أما في اليمن، فقد داهم الحوثيون المدعومون من طهران مكاتب برنامج الغذاء العالمي واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، مما يعكس استمرار النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار، وفقا للصحيفة.
وبعد غارات أمريكية على منشآت نووية إيرانية في يونيو/حزيران، والتي أعقبها توسط ترامب لوقف إطلاق النار لإنهاء حرب إسرائيل "عادت طهران إلى أساليبها القديمة من التحدي والخداع"، كما تقول "واشنطن بوست" التي تختم بأن "تصرفات طهران تُبقي شبح التصعيد العسكري قائماً، خاصة مع استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة مجدداً لحماية أمنها".