غارة جوية إسرائيلية تدمر برجا سكنيا في منطقة أنصار غربي مدينة غزة

logo
العالم

طوت عقدين من حكم اليسار.. بوليفيا أمام مفترق طرق تاريخي

طوت عقدين من حكم اليسار.. بوليفيا أمام مفترق طرق تاريخي
رودريغو باز بين أنصارهالمصدر: (أ ب)
18 أغسطس 2025، 5:32 م

قال خبراء سياسيون فرنسيون إن ما يجري في بوليفيا لا يمثل مجرد انتخابات رئاسية عادية، بل تحولاً استراتيجياً في مسار بلد لطالما ارتبط اسمه باليسار الشعبوي، وحكم إيفو موراليس.

ومع الأزمة الاقتصادية الخانقة والانقسامات الداخلية داخل معسكر اليسار، يتهيأ المشهد لصراع يميني – يميني في الجولة الثانية، مما قد يرسم ملامح جديدة لعلاقة بوليفيا مع اقتصاد السوق، الاستثمارات الأجنبية، وحتى مع القوى الكبرى مثل الصين وأوروبا.

أخبار ذات علاقة

المرشح اليميني خورخي "توتو" كيروجا

اليمين في بوليفيا يترقب العودة للمشهد السياسي عبر انتخابات متأزمة

 نتائج الجولة الأولى 

وفي الانتخابات التي جرت يوم الأحد، أظهرت النتائج الرسمية تقدّم السيناتور الوسطي-اليميني رودريغو باز بنسبة 32,1%، متبوعاً بالرئيس السابق خورخي "توتو" كيروجا بـ 26,8%.

وبذلك، تأكد أن الجولة الثانية ستجمع بين مرشحين من تيارات يمينية مختلفة، وهو حدث غير مسبوق منذ عقدين من هيمنة "الحركة نحو الاشتراكية" (MAS).

المرشحون اليساريون، بمن فيهم أندرو نيكو رودريغيز وإدواردو ديل كاستيو، فشلوا في إقناع الناخبين، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث بلغت نسبة التضخم 25%، وسط نقص حاد في الدولار والوقود، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

خلفية اقتصادية وسياسية

وعلى الرغم من أن عهد إيفو موراليس شهد انخفاضاً كبيراً في نسب الفقر وتضاعف الناتج المحلي ثلاث مرات، فإن اعتماد البلاد شبه الكلي على صادرات الغاز جعلها عرضة لتقلبات السوق العالمية.

ومع انخفاض العائدات منذ عام 2017، دخلت بوليفيا في أزمة مالية خانقة، تآكلت معها الثقة في خطاب "الاشتراكية البوليفية".

واضطر الرئيس الحالي لويس آرسي، الذي كان يُعتبر اليد الاقتصادية لموراليس، للتخلي عن الترشح وسط تدهور الأوضاع.

أما موراليس نفسه، فقد أُبعد قضائياً، ولا يزال منقسماً مع رفيق دربه السابق آرسي، مما زاد من تفكك اليسار.

مواقف المرشحين

ووعد رودريغو باز بإصلاح ضريبي واسع النطاق، وتحفيز الاقتصاد عبر دعم الطبقة الوسطى ومنح قروض ميسّرة، إلى جانب تعزيز الصناعة الوطنية.

كما يستفيد من دعم نائبه المرشح إدمان لارا، قائد الشرطة السابق المعروف بمواقفه الحازمة ضد الفساد.

أما خورخي كيروجا فيقدم نفسه كإصلاحي ليبرالي، ويراهن على جذب الاستثمارات الأجنبية، وتوقيع اتفاقيات تجارة حرة مع آسيا وأوروبا، فضلاً عن الخصخصة الجزئية للشركات العمومية الخاسرة.

كما يدعو إلى صياغة دستور جديد يعكس "توجهاً عصرياً" للبلاد.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، برونو تيرتريه، لـ"إرم نيوز"، إن الانتخابات البوليفية تعكس تراجع جاذبية "اليسار الشعبوي" في أمريكا اللاتينية.

وأضاف أن "بوليفيا كانت رمزاً للتجربة اليسارية المرتبطة بالموارد الطبيعية، لكن الأزمة الاقتصادية أثبتت أن هذا النموذج هشّ أمام تقلبات الأسواق".

وبين أن "دخول البلاد مرحلة حكم يميني مزدوج قد يفتح الباب أمام إعادة تموضعها الاستراتيجي، خاصة في علاقتها بالولايات المتحدة وأوروبا".

ويعتبر تيرتريه أن الانقسام داخل "الحركة نحو الاشتراكية" كان العامل الحاسم، حيث إن "الصراع بين موراليس وآرسي لم يكن مجرد خلاف شخصي، بل كشف عن أزمة هوية داخل الحزب.. فالناخب البوليفي فقد الثقة في يسار منقسم، وفي المقابل لم يجد بديلاً سوى المرشحين اليمينيين".

أخبار ذات علاقة

رودريغو باز يلقي كلمة أمام أنصاره

انتخابات الرئاسة في بوليفيا تكشف عن مفاجآت مع بدء فرز الأصوات

تجارب شبيهة 

من جهتها، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة بورغوني، المتخصصة في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، ألكسندرا غوجون، لـ"إرم نيوز"، إن "هناك ما يشبه الموجة الثانية من صعود اليمين في أمريكا اللاتينية، بعد تراجع موجة اليسار في العقد الأول من القرن الحالي".

ولفتت إلى أن الفارق هو أن شعوب المنطقة باتت أكثر براغماتية، تبحث عن حلول اقتصادية سريعة أكثر من التماهي مع الشعارات الأيديولوجية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC