غارة جوية إسرائيلية تدمر برجا سكنيا في منطقة أنصار غربي مدينة غزة
أغلقت صناديق الاقتراع في بوليفيا، وبدأ فرز الأصوات، الأحد، عقب انتخابات تحتدم فيها المنافسة في ظل أزمة اقتصادية عميقة أضعفت اليسار الحاكم، حيث من المتوقع أن يعود اليمين إلى السلطة بعد نحو عقدين في المعارضة.
وتواجه بوليفيا الواقعة في منطقة "الأنديس"، أسوأ أزمة منذ جيل، تنعكس في تضخم سنوي يقترب من 25%، ونقص حاد في العملات الأجنبية والوقود، بحسب وكالة "فرانس برس".
وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يريدون معاقبة حزب "الحركة نحو الاشتراكية" (ماس) الحاكم منذ عام 2005، تاريخ انتخاب إيفو موراليس، أول رئيس من السكان الأصليين.
وقالت أليسيا فاكافلور، البالغة 62 عاماً، بعد الإدلاء بصوتها في البرد القارس في مدرسة وسط "لاباز": "نمر بأزمة هائلة، لذا نحتاج إلى تغيير".
وشددت كارلا كورونيل، البالغة 46 عاماً، على الحاجة إلى نهج جديد، مؤكدة أن "الاشتراكية لم تجلب لنا أي خير".
ويُعدّ رجل الأعمال الوسطي-اليميني سامويل دوريا ميدينا، والرئيس اليميني السابق خورخي "توتو" كيروغا، الأوفر حظاً لخلافة الرئيس لويس آرسي، الذي لا يسعى لإعادة الترشح في ظل تآكل شعبيته.
وأظهرت الاستطلاعات تقارب دوريا ميدينا (66 عاماً)، وكيروغا (65)، عند حوالي 20%، وخلفهما 6 مرشحين آخرين من بينهم رئيس مجلس الشيوخ اليساري أندرونيكو رودريغيز.
وستُجرى جولة إعادة في 19 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة.
وتعهد المرشحان الأوفر حظاً إحداث تغييرات جذرية في النموذج الاقتصادي القائم على دور كبير للدولة، إذا ما فازا في الانتخابات.
ويريدان تقليص الإنفاق العام وفتح البلاد أمام الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، والتي تراجعت في عهد موراليس الذي يعتبر نفسه مناهضاً للرأسمالية والإمبريالية.
وقال دوريا ميدينا للصحافة بعد الإدلاء بصوته داخل مركز اقتراع في لاباز: "اليوم هو يوم مهم جداً للبوليفيين، لأنه من خلال التصويت، يمكننا الخروج من الأزمة الاقتصادية بشكل سلمي وديمقراطي".
وأبدت مارسيلا سيربا، البالغة 63 عاماً، وهي من السكان الأصليين واعتادت التصويت للحركة نحو الاشتراكية، دعمها لكيروغا.
وقالت في تجمع انتخابي في أحد شوارع لاباز: "لقد تركتنا الحركة نحو الاشتراكية جميعاً في الحضيض".
كذلك، تُجرى الأحد انتخابات لشَغل كل مقاعد البرلمان بغرفتيه.
ويقول محللون إن الانتخابات تُشبه انتخابات الأرجنتين عام 2023 عندما أطاح الناخبون بالحزب اليساري البيروني الذي حكم لفترة طويلة، وانتخبوا المرشح الليبرتاري خافيير ميلي سعياً لوضع حد لأزمة عميقة.
وقالت دانييلا أوسوريو ميشيل المتخصصة في العلوم السياسية البوليفية في "المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية"، إن "ما يبحث عنه الناس الآن، بعيداً عن التحول من اليسار إلى اليمين هو العودة إلى الاستقرار".
وعلى عكس ميلي الذي كان مبتدئاً في السياسة، فإن دوريا ميدينا وكيروغا يخوضان رابع حملة رئاسية لهما.
فدوريا ميدينا مليونير ووزير تخطيط سابق، جمع ثروته من خلال الاستثمار في قطاع الأسمنت قبل أن يبني أكبر ناطحة سحاب في بوليفيا، ويحصل على امتياز سلسلة مطاعم "برغر كينغ" المحلي.
ويُنظر إليه كمعتدل، وقد تعهد بوقف التضخم وإعادة الوقود والدولارات خلال 100 يوم، من دون خفض برامج مكافحة الفقر.
أما كيروغا الصريح في خطاباته، والذي تدرب كمهندس في الولايات المتحدة، فشغل منصب نائب الرئيس خلال فترة الديكتاتور السابق هوغو بانزر بعد إصلاحاته، ثم شغل الرئاسة لفترة قصيرة عندما تنحى بانزر إثر إصابته بالسرطان في العام 2001.
وقال في اليوم الأخير لحملته في لاباز، الأربعاء: "سنغير كل شيء، كل شيء تماماً بعد 20 سنة ضائعة".
وشهدت بوليفيا أكثر من عقد من النمو القوي، وتحسن وضع السكان الأصليين في عهد موراليس، الذي أمّم قطاع الغاز واستخدم العائدات في برامج اجتماعية قلصت نسبة الفقر المدقع إلى النصف.
لكن الاستثمار المحدود في التنقيب أدى إلى تراجع عائدات الغاز التي بلغت ذروتها في عام 2013 من 6,1 مليارات دولار إلى 1,6 مليار دولار العام الماضي.
وفيما لا يزال طالليثيوم"، المورد الرئيسي الآخر، غير مُستغل، أوشكت العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد الوقود والقمح والمواد الغذائية على النفاد.
وخرج البوليفيون مراراً إلى الشارع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وطول طوابير الانتظار للحصول على الوقود والخبز والمواد الأساسية.
وقال الطالب ميغيل أنخيل ميرندا، البالغ 21 عاماً: "خلال السنوات العشرين الماضية كانت لدينا مداخيل جيدة، لكن الحكومة لم تستثمر أو تقترح طرقاً جديدة لتوسيع نطاق الاقتصاد".
وهيمن موراليس الذي مُنع من الترشح لولاية رابعة، على الحملة الانتخابية، ودعا أنصاره سكان الأرياف إلى إبطال أصواتهم احتجاجاً على رفض السلطات السماح له بالترشح مرة أخرى.
وأيّدت ماتيلده تشوك أبازا، وهي زعيمة جمعية نسائية ريفية للسكان الأصليين من أنصار موراليس، دعوته للإدلاء بـ"أصوات باطلة".
وقالت: "لا نريد العودة إلى القرن العشرين" مشددة على أن البوليفيين المعروفين بثورتهم "سينهضون في أي وقت".