غارة جوية إسرائيلية تدمر برجا سكنيا في منطقة أنصار غربي مدينة غزة
يتوجه الناخبون في بوليفيا، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في استحقاق وُصف بأنه مفصلي، إذ يأتي بعد عشرين عاماً من هيمنة اليسار الاشتراكي على السلطة، وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة تلقي بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، فإن الدولة الواقعة في جبال الأنديز، والبالغ عدد سكانها نحو 11.3 مليون نسمة، تعيش حالة من السخط الشعبي جراء نقص الوقود وشح الدولار وارتفاع الأسعار، حيث وصلت نسبة التضخم السنوي إلى نحو 25%، وهو المستوى الأعلى منذ 17 عاماً.
ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات قد تنهي الحقبة السياسية التي دشّنها الرئيس الأسبق إيفو موراليس عام 2006.
تراجع اليسار وانقسام داخلي
الرئيس المنتهية ولايته لويس آرس، الذي كان في السابق حليفاً لموراليس قبل أن ينقلب عليه، قرر عدم الترشح لولاية جديدة بعد أن وُجهت إليه انتقادات حادة بسبب الأداء الاقتصادي.
أما حزب "الحركة نحو الاشتراكية" (MAS) الحاكم، فيخوض السباق بمرشحين متعثرين هما رئيس مجلس الشيوخ أندرونيكو رودريغيز ووزير الداخلية إدواردو ديل كاستيو، إذ لم تتجاوز نسبة نوايا التصويت لهما 7% مجتمعة، في أضعف حضور انتخابي للحزب منذ وصول موراليس إلى الحكم.
وموراليس نفسه، البالغ من العمر 65 عاماً، مُنع من الترشح بعد أن أقرت المحكمة الدستورية حداً أقصى بولايتين رئاسيتين.
ورغم صدور مذكرة توقيف بحقه في قضية مثيرة للجدل، لا يزال الزعيم اليساري يحظى بدعم في بعض المناطق الريفية والأوساط المحلية ذات الأصول الأصلية.
كما حذّر من "عدم شرعية الانتخابات"، داعياً أنصاره إلى إبطال أصواتهم، فيما لوّح بتنظيم احتجاجات واسعة إذا فاز اليمين.
صعود مرشحي اليمين
في المقابل، يتصدر المشهد مرشحان من المعسكر المحافظ؛ رجل الأعمال الثري صامويل دوريا ميدينا (66 عاماً) الذي يحظى بتأييد 21% من الناخبين، والرئيس الأسبق خورخي "توتو" كويروغا (65 عاماً) بنسبة 20%، بحسب أحدث الاستطلاعات.
ومن المرجح أن يخوض الاثنان جولة ثانية حاسمة في 19 أكتوبر المقبل، ما يعني أن بوليفيا ستشهد للمرة الأولى مواجهة بين مرشحين من اليمين.
كلا المرشحين تعهدا بطي صفحة "النموذج الاقتصادي المؤمم" الذي أرساه موراليس، والذي ساعد سابقاً في تقليص معدلات الفقر وتضخيم الناتج المحلي، لكنه انهار مع تراجع عائدات الغاز منذ عام 2017.
تعب شعبي ومستقبل غامض
ويرى محللون أن الانقسامات العميقة داخل اليسار، إضافة إلى اتهامات بالفساد وسوء الإدارة، عجّلت في تآكل رصيده الشعبي.
وإلى جانب انتخاب الرئيس ونائبه، سيصوت نحو ثمانية ملايين بوليفي أيضاً لتجديد البرلمان بغرفتيه، في اقتراع سيحدد ما إذا كانت البلاد على موعد مع تحول جذري نحو اليمين، أو ستتمكن الحركة الاشتراكية من الحفاظ على موطئ قدم سياسي بعد عقدين من السيطرة.