ذكر تقرير أمريكي بأن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب تجاه إيران باتت تتأثر بشكل كبير بتصاعد نفوذ قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الجنرال مايكل إريك كوريلّا، الملقب بـ"الغوريلا"، والذي حصل أخيرا على صلاحيات واسعة لوضع خطط عسكرية محتملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، قادرة على تدمير المرافق المدفونة في أعماق الأرض.
ووفقاً لصحيفة "بوليتيكو"، فإن كوريلّا أصبح يقود التخطيط الاستراتيجي للملف الإيراني، متقدما حتى على وزير الدفاع بيت هيغسيث، بعد أن حظيت اقتراحاته بشأن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بموافقة البيت الأبيض، رغم تحفظ بعض مسؤولي الإدارة على الانخراط الأوسع في المنطقة.
الجنرال كوريلّا، الذي يوصف من قبل مسؤولين سابقين بأنه "مفتول العضلات" ويحمل "نظرة القتل" التي تروّج لها وزارة الدفاع الأمريكية في عهد ترامب، بات يحظى بمساحة لقاءات أوسع مع الرئيس، في مؤشر على الدور المحوري الذي بات يلعبه في تشكيل خيارات الرد على التهديدات الإيرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، شون بارنيل، في بيان للصحيفة، إن وزير الدفاع بيت هيغسيث "يمنح جميع قادة القيادة القتالية صلاحيات متساوية، ويعتمد على خبراتهم الواقعية للدفاع عن مناطق مسؤولياتهم".
وأضاف أن "القيادة العليا في البنتاغون، من رئيس هيئة الأركان إلى وكيل الوزارة للسياسات الدفاعية، تقدّم التوصيات والخيارات للوزير الذي بدوره يقدمها للرئيس لاتخاذ القرار النهائي"، مشيراً إلى أن "هذا هو الشكل الطبيعي لعمل وزارة الدفاع".
وكان الجنرال كوريلّا قد عرض على الرئيس ترامب خيار توجيه ضربة مباشرة ضد إيران لتدمير قدراتها النووية قبل أن تبدأ إسرائيل تنفيذ ضرباتها الأولى داخل الأراضي الإيرانية، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك بوست".
وفي جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، عقدت في 10 يونيو (حزيران) الجاري، قال رئيس اللجنة النائب الجمهوري مايك روجرز: "الرئيس ترامب أوضح أن إيران إن لم تتخلّ بشكل دائم عن تخصيب اليورانيوم، فقد تصبح الضربة العسكرية الأمريكية ضرورة".
وسأل روجرز الجنرال كوريلّا بشكل مباشر: "إذا أصدر الرئيس الأمر، هل القيادة المركزية جاهزة للرد بقوة ساحقة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي؟"، ليجيبه كوريلّا: "لقد قدمت مجموعة واسعة من الخيارات للوزير وللرئيس"، ثم أضاف: "نعم".
ويشار إلى أن كوريلّا، الذي يتوقع أن يتقاعد منتصف يوليو (تموز) المقبل بعد خدمة بدأت في 2022 على رأس "سنتكوم"، تولّى خلال فترة قيادته الرد الأمريكي على هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى الإشراف على الانتشار العسكري الأمريكي في العراق وسوريا وأفغانستان، كما أشرف على نشر القوات الأمريكية في ألمانيا عام 2022 في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
ويعتقد مراقبون أن قرب موعد تقاعده يدفع كوريلّا إلى تبني مواقف أكثر جرأة تجاه الملف الإيراني، وهي فرضية دعمها دان كالدويل، المستشار السابق لوزير الدفاع، في مقابلة مع برنامج "بريكنغ بوينتس"، قال فيها: "من واقع خبرتي معه، كوريلّا ينظر إلى أهمية الشرق الأوسط بشكل مختلف تماماً عن كثير من مسؤولي الإدارة"، مضيفاً: "أعتقد أنه يرى أن الحملة العسكرية ضد إيران لن تكون باهظة الكلفة كما يعتقد البعض".
وتابع كالدويل قائلاً: "إنه يتقاعد في منتصف يوليو، ولا أعتقد أنه من قبيل الصدفة أن نرى هذا الضغط المتزايد لتنفيذ عمل عسكري قبل خروجه من القيادة".