أكد المخطط الاستراتيجي في الحزب الجمهوري الأمريكي، إيلي بريمر، أن "عمدة نيويورك الجديد زهران ممداني سيواجه أزمة حادة تتمثل في خروج رؤوس الأموال والسلطة من المدينة، بسبب اقتراحه إجراءات تنتهك القانون الفيدرالي الأمريكي".
وفي حوار خاص مع "إرم نيوز"، أكد بريمر أن من "حق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطع التمويل الفيدرالي عن نيويورك في عهد ممداني، استنادًا إلى القانون الذي يمنح الإدارة الفيدرالية صلاحية حجب الأموال عن الولايات أو المدن التي ترفض الالتزام بالتشريعات الفيدرالية، خاصة في ظل السياسات التي يعتزم العمدة الجديد تطبيقها".
أما بشأن الإغلاق الحكومي، فاعتبر أن "دوافع الحزب الديمقراطي أزيلت بعد أن أظهر لقاعدته السياسية قدرته على مقارعة ترامب في الانتخابات المحلية، بعد ما جرى في نيويورك وفيرجينيا ونيوجيرسي".
وذهب بريمر إلى أن "ترامب حقق نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية خلال عامه الأول في الرئاسة، واتخذ إجراءات يتوقع أن تعزز الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر المقبلة، لا سيما من خلال جذب تريليونات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية".
وتوقع بريمر أن "يركز ترامب والجمهوريون خلال العام المقبل، استعدادًا لانتخابات التجديد النصفي بالكونغرس، بشكل أكبر، على القضايا الاقتصادية المحلية وضمان قوة الاقتصاد وانخفاض التضخم".
كان على الديمقراطيين أن يُظهروا لقاعدتهم السياسية أنهم يُقاتلون ترامب، وتم ذلك إلى حد كبير بعد تعزيز المشاركة في انتخابات نيويورك وفيرجينيا ونيوجيرسي الأسبوع الماضي. والآن، بعد انتهاء هذه الانتخابات، أصبح الديمقراطيون أكثر استعدادًا للعمل على إبرام صفقة فعلية.
لم يسبق في تاريخ بلادنا أن حُسمت صفقة بحل واضح لاستمرار عمل الحكومة، لذلك فقد كانت هذه أزمة جديدة مع رفض الديمقراطيين القيام بما فُعِل في الماضي، لكن دوافعهم لمواصلة عرقلة فتح الحكومة قد زالت الآن.
إطلاقًا.. انتخابات التجديد النصفي بعد عام، وهي فترة طويلة جدًا في السياسة الأمريكية، ومن المبكر جدًا التنبؤ بالديناميكيات التي ستؤثر على هذا الاستحقاق الدستوري في 2026. بالإضافة إلى الأحداث العالمية، مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والحروب التجارية مع الصين، والظروف الاقتصادية العامة، فهي أمور ديناميكية للغاية، لدرجة أنني أرى عوامل كثيرة قد تقلب نتائج انتخابات التجديد النصفي رأسًا على عقب، أكثر من الديناميكيات الحالية.
من المرجح أن تواجه مدينة نيويورك مشاكل جمة في المستقبل بسبب العمدة الجديد، وستجد العديد من مقترحاته صعوبة في اجتياز المعايير القانونية بموجب القانون الأمريكي ودستورنا. فضلًا عن ذلك، فهو يفتقر إلى السلطة كعمدة لتنفيذ عدد من سياساته، لذا يصعب فهم ما سيتمكن من إنجازه حقًا عندما يصبح عمدة.
ومع ذلك، عانت مدينة نيويورك من هجرة جماعية للشركات خلال السنوات القليلة الماضية، ومن المرجح أن يُسرّع انتخابه انتقال المال والسلطة من نيويورك إلى ولايات مثل فلوريدا وتكساس، التي تُعتبر أكثر ملاءمةً للشركات والأثرياء، وهذا بدوره سيُسبب مشكلة ضريبية لزهران ممداني وسياساته.
الولايات المتحدة في الواقع خلال الوقت الحالي جمهورية وليست ديمقراطية؛ اقترح ممداني عددًا من الإجراءات التي تنتهك قانوننا الفيدرالي. في الولايات المتحدة، القانون الفيدرالي هو الأعلى، ويجب على حكومات الولايات والحكومات المحلية الامتثال لهذه القوانين.
ويتمتع الرئيس ترامب بسلطة ومسؤولية إنفاذ القوانين الفيدرالية؛ وإحدى الطرق التي يمكن للرئيس من خلالها إنفاذ القانون الفيدرالي هي حجب الأموال الفيدرالية عن الولايات أو المدن التي ترفض الالتزام بالقانون الفيدرالي. في هذه الحالة تحديدًا، قال ممداني إنه سيحاول اعتقال جهات إنفاذ القانون الفيدرالية العاملة في مدينة نيويورك.
أشياء كهذه غير قانونية بشكل واضح؛ وللحكومة الفيدرالية القدرة على الضغط على الحكومات التابعة المارقة للامتثال للقانون.
لا تُعطي هذه الانتخابات فكرةً واضحةً عن الانتخابات الرئيسية "الكونغرس" العام المقبل، لأنها أُجريت جميعها في معاقل الحزب الديمقراطي التي صوّتت ضد ترامب في الانتخابات الأخيرة. وفوز الديمقراطيين في الانتخابات في معاقلهم لا يُظهر قوةً لهم ولا ضعفًا للجمهوريين. إنه ببساطة ما يُتوقع من هذه الدوائر.
وكان هامش فوز الديمقراطيين أعلى بقليل من المتوقع، وهو ما قد يُبشر بالخير للديمقراطيين؛ لكن هذه ليست دوائر تُعطينا فكرةً عن كيفية تصويت "الدوائر المتأرجحة" العام المقبل في انتخابات الكونغرس.
البعض يتهم الحزب الجمهوري بسياسات عنصرية تجاه المهاجرين في وقت يفوز فيها من هم أصحاب أصول مهاجرة.. كيف ترى هذه الحالة؟
هذا استنتاج غير منطقي؛ كانت المرشحة الجمهورية لمنصب حاكم ولاية فرجينيا مهاجرة سوداء ونافسها ديمقراطي أبيض غير مهاجر، وهاجم الديمقراطيون هذه المهاجرة بتصريحات وأفعال عنصرية. لذا، كان لدى كلا الحزبين مرشح مهاجر، وكلاهما عارض مرشحًا مهاجرًا، لذلك فإن اعتبار الديمقراطيين لهذا الأمر مرتبطًا بالعنصرية أمرٌ غير منطقي على الإطلاق.
لقد كان ترامب واضحًا تمامًا بأنه، على عكس إدارة بايدن، ينوي الالتزام بالقانون الأمريكي واحترامه.
ومن الواضح أن ممداني ينوي اتباع سياسات تنتهك دستورنا والقانون الفيدرالي؛ لطالما عارض ترامب المدن والسلطات القضائية التي تحاول انتهاك القانون الفيدرالي والدستور، لذا لا أرى تغييرًا يُذكر في جوهر تصريحاته.
حقق ترامب بلا شك نجاحًا باهرًا في السياسة الخارجية خلال عامه الأول في الرئاسة؛ وقد اتخذ إجراءات يتوقع أن تعزز الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة، لا سيما من خلال جذب تريليونات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية.
وخلال العام المقبل، أتوقع أن يركز ترامب والجمهوريون بشكل أكبر على القضايا الاقتصادية المحلية وضمان قوة الاقتصاد وانخفاض التضخم.
أما إذا كان لدينا اقتصاد قوي وفرص عمل جيدة، فمن المرجح أن يحقق الجمهوريون نتائج جيدة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس القادمة؛ أما إذا لم يكن الاقتصاد قويًا، فإن التاريخ يشير إلى أن الديمقراطيين سيحققون نتائج جيدة.
لا يحتاج الجمهوريون حقًا إلى تصحيح مسارهم؛ فهذه الانتخابات لم تكن سوى فوز للديمقراطيين في دوائرهم الانتخابية.
عليهم التركيز على الدوائر المتأرجحة التي فازوا بها في الانتخابات السابقة، وسيحتاجون للفوز مجددًا في انتخابات التجديد النصفي.
وستركز هذه الدوائر بشكل أكبر على القضايا اليومية كالجريمة والاقتصاد؛ إنها لا تشبه نيويورك أو نيوجيرسي أو فرجينيا أو كاليفورنيا. أتوقع أن تستمر هذه الولايات في معارضة الجمهوريين، لذا سيلجأ الجمهوريون إلى الولايات والدوائر الانتخابية التي لا يؤيد فيها الناخبون حزبًا واحدًا.