الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش

logo
العالم

"فورين أفريز": خطر نشوب صراع مباشر بين أمريكا والصين يتزايد

"فورين أفريز": خطر نشوب صراع مباشر بين أمريكا والصين يتزايد
الرئيسان الصيني والأمريكيالمصدر: رويترز
02 مايو 2025، 2:13 م

لم تُبدد إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤل بكين بقدرتها على مواجهة التهديدات الأمريكية المستمرة، وتحقيق توازن دائم، والتنافس على الهيمنة العالمية.

وعلى الرغم من الاستقرار قصير الأمد، وانخفاض خطر نشوب صراع مباشر بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن الجمود الحالي قد لا يدوم، وأن خطر نشوب أزمة عسكرية يتزايد.

وذكرت المجلة أن الخطوات التي اتخذها ترامب في مستهل ولايته الثانية أسهمت في ترسيخ قناعة لدى القيادة الصينية بأن الولايات المتحدة، تُسرّع من وتيرة تراجعها الاستراتيجي، مما يُقرّب العالم أكثر من مرحلة جديدة تتسم بالتكافؤ بين القوتين العظميين.

وبحسب التقرير، فإن هذا التصور – بأن الصين لا تواجه تهديدًا وجوديًّا حقيقيًّا من قبل واشنطن – كان له أثر بالغ على السياسة الصينية، حيث تعاملت بكين مع تصعيد ترامب للتوترات التجارية في أبريل بهدوء وحذر.

وأشار التقرير إلى أن بكين توقعت أن يعمد الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة؛ سعيًا منه لإبرام اتفاق تجاري، وهو ما دفعها لتبني موقف أكثر صبرًا وترويًّا في التعامل مع الأزمة.

ورأت المجلة أنه ورغم انخفاض خطر الصراع الفوري بين الولايات المتحدة والصين، فإن الجمود الحالي قد لا يدوم؛ فعلى مدار السنوات الأربع المقبلة، من المرجح أن يزداد خطر اندلاع أزمة عسكرية مع تزايد اختبار الدولتين لعزيمتهما. 

وقالت إنه بحلول الوقت الذي تقترب فيه ولاية ترامب الثانية من نهايتها، ستكون لدى الصين فرصة كافية لإعادة تقييم البيئة السياسية الداخلية للولايات المتحدة، والتزامها تجاه تايوان، واعتماد الاقتصاد العالمي على صناعة أشباه الموصلات في الجزيرة، ومسار التنمية الاقتصادية الصينية وتحديثها العسكري. 

كما قد يتصاعد خطر اندلاع أزمة عسكرية أمريكية صينية بشكل حاد إذا واصلت بكين تضييق الفجوة في القدرات مع واشنطن، وشعرت بتجاهل دولي لوضع تايوان، وشعرت بالإحباط من الجهود غير العسكرية لتوحيد تايوان مع الصين، وتوقعت قيادة أكثر تأييدًا لتايوان في واشنطن وتايبيه. 

وما يبدو اليوم جمودًا استراتيجيًّا قد يتحول بسرعة إلى وضع أكثر تقلبًا وخطورة على كلا البلدين.

وتابعت المجلة أنه في حين أبدت بكين استعدادها لانتظار الفرصة بينما يُضعف ترامب، من جانب واحد، مكانة الولايات المتحدة في العالم.

وعلى الرغم من أن بكين أبدت ميلًا ضئيلًا لبدء صراع عسكري على المدى القريب، حتى بشأن قضايا ذات أهمية وطنية جوهرية مثل تايوان، إلا أن هذا الضبط مدعوم بتعزيز عسكري، يشمل القوات التقليدية والنووية، والذي يعتبره المسؤولون الصينيون حاسمًا في تغيير ميزان القوى مع الولايات المتحدة.

وذهبت إلى أنه رغم اهتمام ترامب المُعلن بمحادثات ضبط الأسلحة مع الصين وروسيا، يرى المسؤولون في بكين أن عملية صنع القرار المُتقطعة وغير المُترابطة في البيت الأبيض تُمثل عائقًا أمام أي صفقة كبرى مُحتملة. 

وبينما يشعر المسؤولون الصينيون بميل أقل نحو اتخاذ تدابير أمنية تعاونية، ويُعطون الأولوية لتطوير القدرات العسكرية الصينية، ومع تلاشي النفوذ العالمي للولايات المتحدة بسرعة؛ سيتضاءل الضغط الدولي على الصين للانضمام إلى محادثات ضبط الأسلحة. 

ويُضاف إلى ذلك أن بكين ترى أن القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية مُتعثرة، ويُعيقها نظام حوكمة مُضطرب بشكل متزايد؛ حيث لم تعد مواقف ترامب، بما في ذلك التزامه بالحفاظ على أقوى جيش في العالم واقتراحه بناء نظام دفاع صاروخي "القبة الذهبية"، تُزعج بكين كما كانت في السابق. 

وفي حين تُحوّل الولايات المتحدة مواردها نحو جهود خيالية للدفاع عن وطنها ضد قدرات الهجوم الصينية منخفضة التكلفة نسبيًّا، تُرهق بكين فعليًّا موارد الولايات المتحدة بتكلفة زهيدة.

وأردفت المجلة أن التعزيز العسكري الصيني وتقييمها لركود الولايات المتحدة شجع بكين على التصرف بحزم أكبر لتشكيل سلوك الدول الأصغر في المنطقة. 

ومع تآكل قدرة واشنطن ومصداقيتها، تُغازل الصين علنًا حلفاء الولايات المتحدة مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، بينما ترسم خطوطًا حمراء أكثر صرامة حول مصالحها الجوهرية. 

وكما ترى الصين أن طفراتها المتناقضة ظاهريًّا في التواصل الاقتصادي والدبلوماسي، واستعراضها للقوة العسكرية، والتي تجلّت في التدريبات رفيعة المستوى بالقرب من أستراليا واليابان في فبراير، تُعدّ، من وجهة نظرها، تصرفات تُميّز القوة العظمى التي تعتقد أنها أصبحتها.

وخلُصت المجلة إلى أنه في حين لم تُشر الاجتماعات الأخيرة للحزب الشيوعي الصيني إلى تحرك عسكري صيني وشيك ضد الجزيرة، لكن خطر نشوب صراع على المدى المتوسط آخذ في الازدياد.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الصيني والأمريكي

الصين "تقيّم" عرضا أمريكيا لمناقشة الرسوم الجمركية

وفي نهاية المطاف، حتى إجراءات التوحيد غير العسكرية التي تعتبرها بكين سلمية تحمل في طياتها خطر التصعيد العسكري إلى صراع شامل، قد يجر الولايات المتحدة إلى ذلك.

ودعت المجلة إلى أن ينظر الاستراتيجيين في بكين وواشنطن، للحد من مخاطر الصراع الكارثي، إلى الداخل والتدقيق في قيادتهم قبل أن ينهار الجمود المقلق.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC