تستعد غينيا كوناكري لإجراء انتخابات رئاسية يوم الأحد المقبل، دُعي نحو 7 ملايين ناخب للتصويت فيها لاختيار رئيس للبلاد من بين ثمانية مرشحين وتاسعهم الجنرال مامادي دومبويا، الذي يقود البلاد منذ الانقلاب الذي قاده في سبتمبر/ أيلول 2021، وأُنهي حكم الرئيس المدني والمعارض العنيد ألفا كوندي.
وقدم تقرير لإذاعة فرنسا الدولية معلومات عن المرشحين التسعة للانتخابات الرئاسية في غينيا، والتي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها محسومة النتائج سلفاً للجنرال..
فماذا نعرف عنه ومنافسيه المدنيين السبعة وثامنتهم امرأة؟
يخوض الرئيس الانتقالي، الجنرال مامادي دومبويا، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 4 سنوات، الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل، ويرفع شعار "معًا نبني".
ويقول رئيس حكومته ومدير حملته الانتخابية باه أوري، إن الجنرال يسعى إلى ضمان استمرارية الحكم بما يخدم مصلحة البلاد، لكن الأهم أن الضابط العسكري، الذي أطاح في انقلاب عسكري بألفا كوندي، يريد من الموعد الانتخابي يوم الأحد، أن يخلع بزته العسكري ويصبح رئيساً مدنياً، بعد أن همش خصومه، وأقصى المعارضة من المسار الانتقالي، لدرجة دفعتها لمقاطعة السباق الحالي.
ويقول منتقدوه، إنه يقود البلاد لنظام ديكتاتوري، وأنه صمم السباق الرئاسي ليكون على مقاسه، لذلك فهو مرشح فوق العادة لخلافة نفسه في الكرسي الرئاسي الذي وصله بالقوة، وقد لا يغادره إلا بها.
رشح حزب "الجبهة الديمقراطية لغينيا"، عبد الله ييرو بالدي (61 عامًا) للرئاسة، وهو وزير سابق للتعليم العالي، برز نجمه سياسياً، عندم قدم استقالته احتجاجًا على التعديل الدستوري الذي سمح للرئيس السابق ألفا كوندي بالترشح لولاية ثالثة في عام 2020، قبل أن يتم الانقلاب عليه بعد فوزه بأشهر معدودة.
يعتبر بالدي، خبيراً تقنياً، وهو اقتصادي متمرس عمل في البنك الدولي وقطاع التعدين والبنك المركزي لغينيا، أكد خلال حملته الانتخابية أنه يولي التعليم أولوية قصوى، وتعهد بمضاعفة ميزانية القطاع ثلاث مرات في حال فوزه.
أما حزب "جبهة التحالف الوطني"، فقد رشح السيدة "ماكالي كامارا"، وهي سيدة تخوض السباق الرئاسي للمرة الثانية في مشوارها السياسي.
وبحسب التقرير، فإن ماكالي كامارا، شغلت في عهد ألفا كوندي حقيبة وزارة الخارجية، وتتمتع بخبرة واسعة اكتسبتها بفعل المناصب الحكومية رفيعة المستوى التي شغلتها ضمن مسارها المهني الذي بدأ في ثمانينيات القرن الماضي.
وتعد كامارا المرشحة النسائية الوحيدة في انتخابات 2025، وسبق لها الترشح لانتخابات الرئاسية في عام 2020، وحصلت حينها على نسبة 0.73% من الأصوات، لكنها وعدت خلال حملتها الحالية باستغلال خبرتها لخدمة البلاد حال انتخابها.
يُعدّ الحاج "بونا كيتا"، مرشح حزب "التجمع من أجل غينيا مزدهرة"، شخصية بارزة في الحياة السياسية الغينية، بصفته رئيسًا لحزب التجمع من أجل غينيا مزدهرة.
ووفق "إذاعة فرنسا الدولية"، بدأ كيتا مسيرته المهنية كرائد أعمال في قطاعات التعدين والمصارف والعقارات. ويركز في هذه الانتخابات الرئاسية على الازدهار الاقتصادي والتماسك الوطني والتحول الصناعي.
يخوض عبد الله كوروما، رئيس حزب التجمع من أجل النهضة والتنمية، الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، بعد حصوله على 0.5% من الأصوات في انتخابات عام 2020. ويعد في ترشحه الثاني، بوضع العدالة في صميم برنامجه حال فوزه.
يتمتع فايا لانسانا ميليمونو، المحاضر والباحث السابق في كلية تدريب المعلمين العليا في مانيه، بخبرة دولية واسعة، امتدت من كندا إلى الولايات المتحدة، حيث شغل مناصب في البنك الدولي وجامعة جورجتاون.
وبعد عودته إلى غينيا، انضم إلى إبراهيما أبي سيلا، مرشح الرئاسة عام 2010 - منافسه الحالي - قبل أن يؤسس حزبه الخاص، الكتلة الليبرالية. ويخوض ميليمونو الانتخابات اليوم مع هذا الحزب، بعد عشر سنوات من ترشحه عام 2015، حيث حلّ رابعًا.
في أواخر عام 2022، أسس محمد نابي، حزب "تحالف التجديد والتقدم" مدشناً بذلك مشواره في العمل السياسي، ولا يعرف عنه الكثير سوى أنه خبير مالي دولي، تلقى تدريبه في فرنسا والولايات المتحدة، ويرفع شعاراً مفاده أن المصالحة هي السبيل الوحيد لتنمية غينيا.
يُعدّ محمد شريف تونكارا، أحد مفاجآت هذه الانتخابات الرئاسية، إذ حظي ترشيحه بتأييد 112 صوتًا، وهو الحد الأدنى المطلوب، وفق ما ذكر التقرير الفرنسي. وشريف رجل أعمال وخبير في الأحجار الكريمة، ويخوض الانتخابات كمرشح مستقل، ويرغب في تركيز برنامجه الانتخابي على الشباب، ولا سيما من خلال رفع مستوى التعليم الذي يعتبره متدنيًا.
يدخل إبراهيم أبي سيلا، وهو متخصص في شبكات الكهرباء، الذي تلقى تدريبه في الولايات المتحدة، السباق الانتخابي مرشحاً عن حزب "جيل جديد للجمهورية"، وهو الذي شغل منصب وزير الطاقة في أول حكومة للانقلاب بين نوفمبر 2021 وأغسطس 2022، ويؤكد أنه سيواصل العمل الذي أنجزه. لكن في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، سيكون أول قرار له قرارًا قانونيًا.