رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
يبدو أن الكرملين لم يكتفِ بمحاولة شقّ صفّ حلف الناتو، مستغلاً الخلاف الأمريكي-الأوروبي الحاد حول خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في خطوة أكثر جرأة، تسلّل الكرملين مباشرة إلى قلب البيت الأبيض، في محاولة لإحداث انقسامات داخل الإدارة الأمريكية، عبر التسريب المثير للمكالمة بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وكبير مستشاري بوتين يوري أوشاكوف، وفق مصادر أوروبية.
وحمل التسجيل المسرّب، الذي استعرضته ونشرته وكالة "بلومبرغ" بوضوح أن ويتكوف يقدّم نصائح مباشرة لأوشاكوف حول كيفية التعامل مع ترامب، بما في ذلك إطراء الرئيس الأمريكي وتقديم مقترحات بشأن إعادة صياغة الدور الروسي في الحرب على أوكرانيا. وكان الأكثر إثارة للجدل إبلاغ ويتكوف المسؤول الروسي بأنه نقل لترامب قناعته بأن "روسيا لطالما رغبت في اتفاق سلام"، في تجاهل لواقع الغزو الروسي غير القانوني لأوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.
ويؤكد مصدر دبلوماسي أوروبي، أن تسريب مكالمة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وكبير مستشاري الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، جاءت مقصودة ومتعمدة من المخابرات الروسية، وهذا لا يتعارض مع فكرة أنها تزيد عدد المعارضين من داخل الإدارة الأمريكية وقيادات جمهورية مقربة من ترامب للخطة التي طرحت بخصوص أوكرانيا، حيث يدرك بوتين أن ترامب بحاجة لفرض هذه العملية حتى لو كان ذلك على معاونين له في البيت الأبيض، على حد تعبيره.
وبين المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن التسريب الذي تقف وراءه موسكو على حد قوله، يحمل عدة رسائل إلى الأوروبيين وأيضاً إلى جانب معارض في إدارة ترامب للخطة الأمريكية، موضحاً أن الرسالة الأولى أن أية محاولات لتعديل البنود في المسودة، سيكتب لها الفشل، في ظل التعديلات التي تعمل عليها الدول الأوروبية مؤخراً.
أما الرسالة الثانية بحسب المصدر، أن هذه المسودة وضعت في صورتها المبدئية في قمة الاسكا ثم طورتها موسكو وقدمتها للمبعوث ويتكوف، وعلى أثر ذلك تبناها الرئيس الأمريكي، وهذا مقصود أيضاً لتأكيد موسكو أن العملية برمتها تحت سيطرتها.
وأشار المصدر إلى أن المكالمة المسرَّبة تزيد من صعوبة وجود الجانب الأوروبي على أية طاولة مفاوضات، أو أن يكون طرفاً مؤثراً في التفاوض قبل التوصل إلى اتفاق ينفذ على أثره خطة سلام كما يتصور ترامب وتدّعي روسيا.
وذكر المصدر أن الرئيس الروسي بوتين لا يهمه موقف ترامب من إدارك الأخير أن التسريب قادم من موسكو، لأنه يعلم أنه يريد إنجاز الخطة في أسرع وقت لعدة اعتبارات تكمن في فرض صفقات عسكرية مع الأوروبيين، وهو الأمر المستبعد من جانب كبار دول القارة العجوز، وبالإضافة إلى ذلك، رغبة الرئيس الجمهوري في توجيه ضربات للديمقراطيين مع الاستعدادات لانتخابات الكونغرس، وأيضاً أن تجرى له حفلة إشادة وفخر لصورة ترامب "رجل السلام" بأنه استطاع إنهاء الحرب في حين أن الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، أشعلها أكثر وكلف واشنطن عشرات المليارات، كما يروج الرئيس الجمهوري.
وبحسب المصدر، فإن التعامل مع المسودة بهذا الشكل، سيجعل بوتين يفرض في حال تنفيذ هذه الخطة، فك القيود على العقوبات المفروضة على الأموال الروسية المجمدة، لافتاً إلى أن هذه الخطة تحمل رغبة إذلال من روسيا للأوروبيين، وستكون لها نتائج من جهة أخرى، في إحداث اضطرابات في دول أوروبية ، خاصة أن هناك، في الوقت نفسه، شبكات روسية استخباراتية نافذة في دوائر سياسية وحكومية، تحمل مخططات لذلك، بمجرد إتمام وقف الحرب بالطريقة التي تريدها موسكو، وإرغام الأوروبيين عليها.
واعتبر المصدر أن ما خرج من هذه المكالمة يعكس اهتزاز مستقبلي للنفوذ الأمريكي في العالم الغربي في ظل رهان الرئيس الأمريكي على مصالح وارتباطات أمنية وعسكرية في مناطق منها في دول أوروبية، وأيضاً الرغبة في تحقيق "الحلم المجنون" على حد وصفه، للفوز بجائزة نوبل للسلام والتي لن يحرزها، لأن إقرار هذه الخطة سيجعل أوكرانيا أكثر ناراً ودماراً من الآن، وسيجعل هناك مواجهات عسكرية مباشرة من أطراف هي حالياً خارج هذه الحرب.