في شرق وجنوب أوكرانيا، الحرب تأخذ منعطفاً جديداً، والتهديدات تتصاعد بوتيرة لم نشهدها منذ شهور.
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يترك مجالاً للشك: إذا لم تنسحب القوات الأوكرانية من الأراضي التي تطالب بها موسكو، فالخيار العسكري سيكون بلا هوادة.
كلمات صادمة، تحمل معها تهديداً مباشراً للمدن والقرى في دونيتسك، لوهانسك، وربما في خرسون وزابوريجيا.
لكن في نفس الوقت، في الكواليس، تجري محاولات دبلوماسية مكثفة، اتصالات بين واشنطن، باريس وبكين، وحتى برلين وأيسلندا.
خطة السلام الأمريكية، التي طرحها دونالد ترامب، تتحرك ببطء، تحاول إيجاد خطوط اتصال بين طرفين لا يثق كل منهما بالآخر.
بوتين نفسه لا يرفض هذه الخطة كلياً، لكنه يشترط الاعتراف بموقف موسكو، ويصر على أن أي اتفاق مع كييف سيكون بلا قيمة إذا لم تتوافق عليه "السلطات الشرعية" من وجهة نظره.
وفي هذا المشهد المتشابك، تتواصل الحرب على الأرض: الضربات الجوية، الطائرات المسيّرة، والاشتباكات في مدن مثل بوكرفسك وتشرفون.
المدنيون يعيشون في الظلام والقلق، بينما الخطوط الأمامية تتحرك بوتيرة متقلبة، بين تقدم روسي جزئي، ودفاع أوكراني صامد رغم ظهور علامات التقهقر.
على الصعيد الرمزي والدبلوماسي، الصراع يأخذ أبعاداً متشابكة: بوتين وصف بعض بنود خطة ترامب بأنها "سخيفة"، مشدداً على ضرورة نقاش كل بند وترجمته إلى لغة دبلوماسية تتوافق مع مصالح موسكو.
في الوقت نفسه، أعلن استعداد روسيا لمناقشة قضايا الأمن الأوروبي والاستقرار الاستراتيجي مع الغرب، مع توقع وصول الوفد الأمريكي إلى موسكو قريباً. وأكد أن روسيا لا تهدد أحداً، لكنها جاهزة للتصدي لأي عدوان.
المعادلة صعبة: بين التهديدات العسكرية، المناورات الدبلوماسية، والأوضاع الإنسانية، العالم كله يراقب، متسائلاً: هل سنشهد تصعيداً مفتوحاً، أم أن مسار السلام سيجد طريقه في خضم هذا الصراع المعقد؟