كشف كاظم غريب آبادي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، السر وراء سرعة انتهاء الجولة الأولى من المباحثات الإيرانية الأمريكية، في مسقط، السبت الماضي.
وقال آبادي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، إن الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في سلطنة عمان، لم تتضمن نقاطاً محورية، وهو ما جعلها تنتهي في أقل من 3 ساعات.
وأضاف آبادي أن هدف اللقاء الأول كان تقييم مدى جدية الطرفين في المضي نحو اتفاق محتمل، مشيراً إلى أن إيران أوضحت خلال اللقاء خطوطها الحمراء والرئيسة للطرف المقابل.
وأضاف: "المفاوضات عملية تراكمية، ويجب علينا أن نترقب كيفية تصرف الطرف الآخر في الجولات المقبلة"، مؤكداً أن "الموقف الإيراني يتسم بالواقعية ولسنا مفرطين في التفاؤل أو التشاؤم".
ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الإيرانية تحركات دبلوماسية لافتة، وسط تكهنات بشأن مكان وزمان الجولة الثانية من المفاوضات، والتي يُرجَّح أن تُعقد في العاصمة الإيطالية روما، بوساطة عمانية مستمرة السبت المقبل.
وقال المسؤول الإيراني إن بلاده لن توقف أنشطتها النووية، مشددًا على أن موضوع تعطيل التخصيب أو الصناعة النووية "ليس مطروحًا للنقاش من الأساس".
وأشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة الحالية مع الولايات المتحدة تتركّز على رفع العقوبات، وأن إيران لن تدخل في أي حوار مباشر بسبب استمرار التهديدات والضغوط، وإذا تم تهديدنا، فإنه لدينا أدواتنا الخاصة للرد".
وأوضح غريب آبادي أن بلاده أبلغت الطرف الآخر بخطوطها الحمراء منذ الجولة الأولى من المفاوضات، مؤكداً أن تلك الجولة لم تشهد نقاطاً جوهرية، ولهذا انتهت سريعاً.
وأشار إلى أن استكمال النصوص مرهون بالتفاهم على الأطر العامة، معتبراً أن تحقيق ذلك "صعب لكنه غير مستحيل"، ويتوقف على جدية الطرف الآخر.
وعن دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال إن الوقت لا يزال مبكراً لإقحامها في مسار التفاوض، منتقداً تصريحات مديرها رافائيل غروسي الأخيرة ووصفها بـ"المتسرعة"، وأكد أن علاقة طهران بالوكالة تمر بفترات مد وجزر، لكنها قائمة.
وحول تعليقات المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، أكد أن له مكانة بارزة في الهيكل السياسي الأمريكي؛ ما يعكس أهمية هذه الجولة من المفاوضات.
وتطرق إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية عباس عراقجي إلى روسيا، حاملاً رسالة من القيادة الإيرانية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.