قال معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، إنّ مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعودوا موجودين في إيران بعد الضربات الأمريكية للمنشآات النووية.
وأضاف آبادي، في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد، أن أنشطة التفتيش كانت تتركز على ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم، وأن إسرائيل تدّعي الآن استهدافها، متسائلًا عن جدوى استمرار التفتيش في ظل هذا الوضع.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي من أرسلت طلبًا لوقف إطلاق النار خلال الحرب الأخيرة، بينما كانت إيران في وضع الاستعداد الكامل للرد والدفاع.
وشدد آبادي على أن انسجام القيادة السياسية والعسكرية في طهران ساهم في الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وإفشال ما وصفه بمحاولة إسرائيلية "لتفكيك النظام الإيراني خلال ليلة واحدة".
وأكد أن الخسائر التي لحقت بإيران نتيجة الهجمات الإسرائيلية تم عرضها على العلن، في حين أخفت تل أبيب خسائرها ومنعت تداول الصور الخاصة بالدمار الذي طال مواقعها.
وأوضح آبادي أن إيران استخدمت الحد الأدنى من قدراتها الصاروخية، وأن الرد جاء مضبوطًا ومحسوبًا ضمن معادلة الردع الجديدة التي فرضتها طهران في المنطقة.
وبشأن التهديد الأوروبي بتفعيل آلية الزناد، قال آبادي إن أوروبا لم تلتزم بأي من تعهداتها في الاتفاق النووي، وإن الولايات المتحدة انسحبت من الأساس، مضيفمشددًا على أن أي خطوة لتفعيل هذه الآلية ستقابل برد إيراني حاسم.
ودعا الدول الأوروبية إلى التحلي بالعقلانية وعدم السير خلف سياسات واشنطن.
ولفت آبادي إلى أن المفاوضات المحتملة مع الغرب لن تشهد أي تغيير في الموقف الإيراني، وأن طهران ستواصل التفاوض من منطلق عدم الثقة، مع تمسكها الكامل بحقوقها في رفع العقوبات والأنشطة النووية.
وبين أن الرسالة التي بعثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تضمنت تهديدًا عسكريًا ومهلة زمنية، غير أن إيران ردت حينها بدمج الجاهزية العسكرية مع المسار الدبلوماسي، وهو ما تكرر أيضًا في الحرب الأخيرة.
وختم آبادي قائلًا إن الانتصار الحقيقي يتمثل في تعزيز الوحدة الوطنية ورفع مكانة إيران إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى صدور بيانين دوليين في إدانة إسرائيل دون أي تدخل مباشر من طهران، واصفًا ذلك بأنه إنجاز غير مسبوق.