في خطوة مثيرة للجدل، كشف وزير الصحة الأمريكي، روبرت ف. كينيدي جونيور، عن أول تقرير رسمي للجنة الأمراض المزمنة لدى الأطفال، خلال حفل أقيم في البيت الأبيض بحضور الرئيس دونالد ترامب وعدد من المسؤولين والمناصرين.
ويأتي هذا التقرير ضمن حملة "لنجعل أمريكا صحية مجددًا" (MAHA)، التي تهدف إلى تسليط الضوء على تزايد معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة في صفوف الأطفال الأمريكيين.
منعطف تاريخي
وعدّ كينيدي التقرير "منعطفًا تاريخيًا" في تعامل الحكومة الفيدرالية مع قضايا الصحة العامة، مشيرًا إلى أنه "لم يسبق أن اتخذت الحكومة موقفًا بهذه الجدية تجاه صحة الأطفال".
ووفقا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإنه على الرغم من الخطاب الطموح، قوبل التقرير بانتقادات من المجتمع العلمي، خصوصًا فيما يتعلق بتوصياته حول تقليص عدد اللقاحات الإلزامية والدعوة لإجراء تجارب سريرية أكثر صرامة تشمل استخدام مجموعات ضابطة (بلاسيبو)، وهو ما وصفه بعض الخبراء بأنه يتجاهل الأدلة العلمية القائمة.
أسباب الأمراض
وحدد التقرير 4 عوامل رئيسة عدها محركات لأزمة الصحة المزمنة بين الأطفال: النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة، التعرض المستمر للمواد الكيميائية مثل المبيدات والإضافات الغذائية، انخفاض النشاط البدني وزيادة معدلات التوتر والتعرض للشاشات، إضافة إلى ما وصفه بـ"الإفراط في استخدام الأدوية واللقاحات".
ومن خلال حركة "MAHA Action"، يسعى كينيدي إلى تحويل التوصيات إلى سياسات على مستوى الولايات.
العنف المسلح
وتجدر الإشارة إلى أن ولايات مثل فرجينيا الغربية بدأت بحظر الأصباغ الصناعية، بينما حظرت ولايتا يوتا وفلوريدا الفلوريد في مياه الشرب، فيما منعت أريزونا تقديم الأطعمة المصنعة في وجبات المدارس العامة، في حين حظرت ولاية أيداهو استخدام بطاقات الدعم الغذائي لشراء المشروبات الغازية والحلويات. إلا أن التقرير لم يسلم من الانتقاد حتى في الملفات التي يُفترض أن تشكل محور جهوده.
ففي الوقت الذي يُبدي فيه حذرًا من اتخاذ إجراءات سريعة ضد مبيدات مثل الغليفوسات، لم يتضمن التقرير أي إشارة إلى العنف المسلح، رغم أنه السبب الأول للوفيات بين الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة، ما عده الخبراء ثغرة كبيرة تحدّ من جدية المبادرة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تقليص حاد لميزانيات الوكالات الفيدرالية المعنية بالصحة العامة، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تنفيذ التوصيات قبل نهاية الصيف كما هو مخطط.