logo
العالم

كيف أعادت حرب أوكرانيا تشكيل قوة كيم جونغ أون العسكرية؟

كيف أعادت حرب أوكرانيا تشكيل قوة كيم جونغ أون العسكرية؟
كيم جونغ أون وفلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
01 يونيو 2025، 11:32 ص

قال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إن حاجة روسيا المتزايدة للأسلحة والذخائر أسفرت عن نشوء تحالف عسكري مع كوريا الشمالية، منح الزعيم كيم جونغ أون "كنزًا من الأسلحة" وتكنولوجيا متقدمة، ظلت لسنوات بعيدة عن متناول بلاده بفعل العقوبات الدولية.

وأضاف التقرير أنه في الوقت الذي استغل فيه كيم حاجة موسكو للدعم العسكري، بسبب حربها مع أوكرانيا، كانت المكافأة جيشًا كوريًا شماليًا يشهد تطورًا متسارعًا يُهدد توازن القوى الدقيق في شبه الجزيرة الكورية.

أخبار ذات علاقة

بوتين وكيم

روسيا "تكافئ" كوريا الشمالية على جنودها بنظام دفاع جوي

مخرج من الأزمات 

وأشارت الصحيفة إلى أن قائمة الأسلحة الجديدة التي تُروج لها بيونغ يانغ تتوسع أسبوعًا بعد أسبوع، وتشمل طائرات هجومية من دون طيار موجهة بالذكاء الاصطناعي، دبابات مزودة بأنظمة حرب إلكترونية محسّنة، مدمرة بحرية جديدة مزودة بصواريخ كروز فرط صوتية، نظام دفاع جوي جديدًا، وصواريخ جو-جو.

ورغم الاعتقاد السائد سابقًا بأن كوريا الشمالية، المُنهكة بسبب العقوبات الدولية والكوارث الطبيعية وجائحة كوفيد-19، غير قادرة على تحديث جيشها المتقادم العائد إلى الحقبة السوفيتية، بسبب نقص المال والوقود وقطع الغيار والتكنولوجيا، فإن الزعيم المُراوغ كيم جونغ أون وجد مخرجًا من هذه الأزمة المُستمرة منذ عقود.

كيم جونغ أون وفلاديمير بوتين

تودد كيم إلى روسيا، التي واجهت نقصًا حادًا في القوات والأسلحة التقليدية، لا سيما قذائف المدفعية، بعد حربها على أوكرانيا قبل 3 سنوات، بينما كانت لدى كوريا الشمالية وفرة من القذائف والجنود يمكن تقديمها.

التوازن العسكري

وأضافت الصحيفة أن موسكو، في المقابل، أعادت إحياء معاهدة دفاع وتعاون متبادل تعود إلى حقبة الحرب الباردة مع بيونغ يانغ، وقدّمت لها ليس فقط الوقود والغذاء، بل أيضًا المواد والتقنيات الضرورية لتحديث ترسانتها العسكرية، بحسب مسؤولين ومحللين كوريين جنوبيين.

وفي هذا السياق، يحذّر مسؤولون كوريون جنوبيون من أن تنامي التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، إذا تُرك من دون رادع، قد يُخل بالتوازن العسكري الدقيق في شبه الجزيرة الكورية.

وأضافت الصحيفة أنه في أعقاب انهيار الكتلة السوفيتية، وما تبعه من تراجع اقتصادي حاد في كوريا الشمالية، ظهرت فجوة كبيرة في قدرات الأسلحة التقليدية بين الكوريتين.

وبينما ركّزت بيونغ يانغ خلال العقود الأخيرة على تطوير الرؤوس الحربية النووية والصواريخ الباليستية، ظلّت أسلحتها التقليدية متأخرة كثيرًا عن نظيراتها في كوريا الجنوبية، التي تستضيف 28,500 جندي أمريكي.

خبرات قيّمة

وأوضحت الصحيفة أن تعمق الشراكة العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ، التي تجلّت في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكيم في أقصى شرق روسيا في سبتمبر/أيلول 2023، منح كوريا الشمالية فرصة لاختبار أسلحتها وقواتها واكتساب خبرات قيّمة في الحروب الحديثة.

ونقل التقرير عن محللين كوريين جنوبيين أن صناعة الأسلحة التقليدية في كوريا الشمالية شهدت انتعاشًا بفضل الطلب الروسي المتزايد على قذائف المدفعية والصواريخ، إلى جانب تدفق التكنولوجيا العسكرية من موسكو.

في المقابل، استفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هذا التحالف أيضًا؛ إذ أخفى مسؤولون روس لفترة طويلة حقيقة مشاركة نحو 15 ألف جندي كوري شمالي، بحسب الاستخبارات الكورية الجنوبية، في العمليات القتالية ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، غرب روسيا.

كما أرسلت كوريا الشمالية ملايين القذائف المدفعية وعددًا كبيرًا من الصواريخ إلى روسيا.

مكاسب كيم

وأردفت الصحيفة أن المحللين في كوريا الجنوبية والدول الغربية الأخرى بدؤوا يرصدون مكاسب كيم من حيث المعدات، إذ شوهدت طائرات وسفن يُعتقد أنها تحمل تقنيات عسكرية روسية إلى كوريا الشمالية.

وزاد كيم من زياراته لمصانع الذخيرة ومواقع اختبار الأسلحة، وأشرف في مارس/آذار على تجربة إطلاق نظام صاروخي مضاد للطائرات، وسط مؤشرات على حصوله على مساعدة روسية لتحديث نظام الدفاع الجوي المتقادم.

كما تفقّد لاحقًا طائرات استطلاع وهجومية ذاتية التدمير مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وخلال مراسم إطلاق المدمّرة الجديدة، جدّد تأكيده على أن بلاده تعمل على بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية.

تجاوز العقوبات

واختتمت نيويورك تايمز بالإشارة إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي تحظر تجارة الأسلحة مع كوريا الشمالية، إلا أن التعاون العسكري مع روسيا أصبح وسيلة فعالة للشمال لتجاوز العقوبات وكسر حدوده التكنولوجية.

ورغم استمرار الشكوك حول مدى استعداد روسيا لمشاركة تكنولوجيا عسكرية حساسة مع كوريا الشمالية، خاصة في ضوء إخفاقات بيونغ يانغ المتكررة في إطلاق أقمار تجسس عسكرية، فإنها تحتاج لبناء غواصة نووية إلى مفاعل صغير.

أخبار ذات علاقة

خلال لقاء المسؤولين الروسي والكوري الشمالي

كوريا الشمالية وروسيا تبحثان تعزيز التعاون الأمني

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC