عادت الصراعات التي شابت ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى لتهدد ولايته الثانية، مع تفاقم الخلافات حول التجارة والأمن القومي وقضايا الولاء الشخصي، بحسب تحليل لوكالة "أسوشيتد برس".
وتُهدد الاضطرابات الأخيرة بإغراق البنتاغون، حيث طرد وزير الدفاع بيت هيغسيث كبار مستشاريه، ويواجه جدلاً متجدداً بشأن مشاركة معلومات حساسة حول الغارات الجوية في اليمن خارج نطاق القنوات السرية.
وظهور مثل تلك الاضطرابات مجدداً بعد فترة من الانضباط النسبي في صفوف فريق ترامب، يعكس أسلوب إدارة مضطرباً تم قمعه أو التستر عليه، ولم يتم إصلاحه، وفق "أسوشيتد برس".
وأُصيب فريق الأمن القومي التابع لترامب بالصدمة مؤخراً إثر زيارة لورا لومر، وهي من مُنظّري المؤامرة اليمينيين المتطرفين، إلى المكتب البيضاوي، والتي كانت تُشكك في مصداقية موظفيه. وأقال الرئيس الجمهوري بعض المسؤولين، مما شجع لومر على مواصلة التدقيق في شؤون الإدارة.
وفي مقابلة مع الصحفية المستقلة تارا بالميري نُشرت يوم الاثنين، سخرت لومر من فكرة أن البيت الأبيض "عائلة واحدة كبيرة وسعيدة".
وقالت: "المستشارون لا ينسجمون مع بعضهم البعض. رؤساء الوكالات لا ينسجمون مع بعضهم البعض".
ويرتبط جزء كبير من هذا التوتر بتصميم ترامب على استخدام الرسوم الجمركية لإعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي، حيث غالبًا ما يُناقض المسؤولون بعضهم بعضاً، ويلجأون أحياناً إلى تبادل الإهانات.
وانتقد مستشار ترامب، إيلون ماسك، رجل الأعمال الملياردير الذي قد تعاني شركاته من ارتفاع التكاليف بسبب ضرائب الاستيراد، بشدة بيتر نافارو، كبير مستشاري ترامب للشؤون التجارية، ووصفه بأنه "أغبى من كيس من الطوب".
ورفضت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، فكرة تنامي الخلاف داخل الإدارة، قائلة إن هناك "أمثلة أكثر بكثير على عمل فريق الرئيس معاً بحماس وتعاون لتحقيق أهداف الإدارة".
وقالت إن "أرقام ونتائج هذه الإدارة تتحدث عن نفسها. الرئيس وفريقه يُنجزون عملهم".
ولطالما تحلى ترامب بتسامح كبير مع الفوضى، متجنباً مداولات السياسة التقليدية مُراعياً الآراء المتباينة، ومعتبراً عدم القدرة على التنبؤ أداة للتفاوض. لقد أمضى سنوات في تعزيز جوّ من التنافس بين موظفيه، الذين غالباً ما يُختارون لتفانيهم وميلهم إلى العدوانية، وفق التقرير.
لكن الصراع المتزايد الآن يُبرز مخاطر المزيد من الاضطرابات في الأشهر المقبلة، مع مضيّ ترامب قدماً في إصلاح جذري للبيروقراطية الفيدرالية، والتجارة الدولية، والسياسة الخارجية، وغيرها.
وقال جون بولتون، الذي عمل مستشارا للأمن القومي في ولاية ترامب الأولى قبل أن يكتب كتابا ينتقد الدائرة الداخلية للرئيس، إن الدراما تعكس الافتقار إلى أيديولوجية متسقة وانعدام الخبرة لدى العديد من المسؤولين في الإدارة.
وأضاف: "القاسم المشترك الوحيد بينهم هو اعتقادهم بوجوب إظهار الولاء الشخصي لترامب. هذا ما أوصلهم إلى المنصب. وقد يُبقيهم في المنصب، لكنه يُظهر مدى عدم جديتهم".
ومع إدارته الجديدة، أحاط ترامب نفسه بالموالين، إذ غالبا ما يبدو مهتماً بالولاء أكثر من الصدق، وكان متردداً في استبعاد أي شخص رداً على التغطية السلبية من وسائل الإعلام الرئيسية، التي يعتبرها عدواً.
ويقول حلفاؤه إن التردد في إجراء تغييرات في الكادر خلال هذه الفترة يهدف إلى منع منح المنتقدين فرصة الفوز، حتى لو كان ذلك يعني إبقاء المسؤولين المتورطين في مشاكل في مناصبهم.