رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم

مع جمود المفاوضات.. هل تمهد روسيا لسلام على أنقاض أوكرانيا؟

غارة روسية على زابوريجياالمصدر: رويترز

في الوقت الذي تكثف فيه روسيا هجماتها الجوية وتعلن السيطرة على قرى جديدة على طول الجبهة مع أوكرانيا، خرج المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ليؤكد وجود "جمود كبير" في المسار التفاوضي مع كييف.

أخبار ذات علاقة

وحدة مدفعية أوكرانية تطلق النار

ما وراء اعتراف ترامب.. هل أصبحت حرب أوكرانيا "ملفاً خاسراً ومكلفاً"؟

 وأشار بيسكوف إلى أن موسكو لم تتلق أي رد من كييف بشأن مشروع الاتفاق الجديد أو مقترح تشكيل مجموعات عمل في إطار ترتيبات إسطنبول.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه القوات الروسية تقدمها ميدانيًا والاستيلاء - وفق تقارير روسية - على 8 قرى جديدة، لتبلغ المساحات التي تسيطر عليها نحو 19% من الأراضي الأوكرانية.

ويرى مراقبون أن تصريحات بيسكوف الأخيرة لم تأتِ بمعزل عن هذا التصعيد، بل جاءت كجزء من استراتيجية التفاوض من موقع القوة، خاصة أن موسكو تحاول إعادة إحياء إطار إسطنبول القديم، الذي يضمن لها اعترافًا ضمنيًا بسيطرتها على "الأراضي المحتلة" مقابل تجميد الصراع.

وفي المقابل، تراهن كييف على الدعم الغربي وتسعى لتأخير أي حوار حقيقي حتى تتبدّل الموازين ميدانيًا أو سياسيًا.

أما واشنطن، فتبقى حاضرة غائبة، لا تفرض ضغوطًا كافية على الطرفين، وتراقب التطورات بقلق في ظل استعداد روسيا لخوض حرب استنزاف طويلة مهما كان الثمن.

وبين الجمود الدبلوماسي والاندفاع العسكري، يظل السؤال الأبرز: هل تسعى روسيا إلى مفاوضات سلام حقيقية، خاصة أنها تسعى في نفس الوقت إلى تثبيت واقع جديد بقوة السلاح؟.

المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، يرى أن المسار التفاوضي بين روسيا وأوكرانيا دخل حالة جمود حقيقي، حتى بعد قمة ألاسكا، وأن الأمور وصلت فعليًا إلى طريق مسدود في العلاقات بين البلدين.

وأشار في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن موسكو تحاول إعادة فتح ملفات كانت تقليديًا جزءًا من الحوار مع الغرب، مثل الحد من الأسلحة البيولوجية وتجديد اتفاق الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، ولكن هذه الملفات لا تلامس جوهر الأزمة الأوكرانية، ولا تعني وجود رغبة حقيقية في الحل.

وأضاف رشوان أن روسيا حققت تقدما ميدانيا محدودا، خاصة في زابوروجيا، ولكنه لم يكن حاسمًا، وجاء مصحوبًا بخسائر عسكرية ملموسة.

وتابع أن "موسكو تسعى للسيطرة الكاملة على الحدود الإدارية لزابوروجيا، لتتفاوض لاحقًا من موقع قوة، بعد أن تصبح في حوزتها مناطق رئيسة هي خيرسون، وزابوروجيا، ودونيتسك، ولوغانسك، إضافة إلى القرم".

وفي المقابل، لفت إلى أن أوكرانيا تعمل على منع روسيا من تثبيت وجودها الميداني عبر هجمات متكررة تهدف إلى استنزاف القوات الروسية، معتبرًا أن كييف نجحت جزئيًا في ذلك، لكن المعارك المقبلة ستكشف مدى قدرة هذا التكتيك على الصمود.

وذكر رشوان أن روسيا تحاول أيضًا تحريك الجبهات في سومي وخاركيف، ليس فقط لتحقيق مكاسب عسكرية، بل لاستخدامها أيضا ورقة تفاوضية يمكن التنازل عنها لاحقًا مقابل الاعتراف بسيطرتها على المقاطعات الأربع وشبه جزيرة القرم.

وفي ما يخص الدعم الغربي لكييف، أوضح أن أوكرانيا تترقب وصول صواريخ توماهوك الأمريكية، التي قد تُحدث تحولًا كبيرًا في ميزان القوى وربما تقلب الطاولة ميدانيًا.

وأشار إلى أن موسكو تعتبر هذه الخطوة تصعيدا خطيرا وتهدد بالرد عبر صواريخ بعيدة المدى قد تطال قواعد أمريكية، في ظل إدراكها أن هذا النوع من الصواريخ "يُطلق عادة من منصات أمريكية أو بريطانية".

فقدان الثقة

من جهته، قال مدير شبكة "الجيو-استراتيجي" للدراسات، إبراهيم كابان، إن كييف لم تعد تصدق موسكو، ففي الوقت الذي كانت تجرى فيه المفاوضات، كانت القوات الروسية تواصل القصف والعمليات القتالية على مختلف الجبهات الأوكرانية، بما في ذلك استهداف العمق الأوكراني.

وأكد كابان في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن أوروبا وأوكرانيا فقدتا الثقة تمامًا في النوايا الروسية، فهي نوايا مبطنة، وموسكو تقول شيئًا وتفعل العكس، وفي الوقت الذي تتحدث فيه عن الحوار، تهاجم بالصواريخ والطائرات المسيرة، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن أوكرانيا باتت تتجاهل التصريحات الروسية المتعلقة بالمفاوضات، وتترقب وصول دفعات جديدة من الأسلحة الغربية، وعلى رأسها صواريخ "توماهوك" الأمريكية التي قد تُحدث تغيرًا نوعيًا في موازين القوى على الأرض.

أخبار ذات علاقة

الجيش الأوكراني

روسيا تكسر حاجز يانشور.. خط دفاع أوكرانيا الثاني على شفا الانهيار (تحليل عسكري)

وشدد مدير شبكة "الجيو-استراتيجي" للدراسات على أن مفتاح الحل لا يكمن في موسكو وحدها، بل في الموقفين الأوروبي والأمريكي، مضيفًا أن وجود موقف غربي جاد وحازم سيجبر روسيا على الدخول في مفاوضات حقيقية، أما التصريحات الحالية الصادرة عن موسكو فليست سوى جزء من الحرب النفسية والإعلامية.

وأكد كابان أن السلطات الأوكرانية باتت تنظر اليوم إلى أي عرض روسي للحوار بوصفه تكتيكًا هدفه تضليل الرأي العام الدولي وكسب الوقت ميدانيًا، مشيرًا إلى أنه ما لم يتغير الموقف الغربي وتُمارس ضغوط حقيقية على موسكو، فستظل أي مفاوضات بلا جدوى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC