كشف موقع "يورأكتيف" عن مساع صينية لتشكيل جبهة تجارية موحدة مع الاتحاد الأوروبي، لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بداية شهر نيسان/أبريل الجاري، رسومًا جمركية على الدول جميعها، وذلك قبل أن يُعلقها لمدة 90 يومًا، لمعظم الرسوم الجمركية باستثناء الصين.
وأعلنت الصين، أخيرًا، رفع رسومها الإضافية على المنتجات الأمريكية إلى نسبة 125%، في تصعيد جديد في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة فيما يحاول الاتحاد الأوروبي من جهته إيجاد مسار دبلوماسي.
وقال موقع "يورأكتيف"، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ وجّه دعوة إلى الاتحاد الأوروبي للتعاون وتوحيد الجهود للدفاع عن العولمة ومعارضة ما أسماه "أعمال التنمّر الأحادية الجانب".
وأكد الرئيس شي لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خلال لقاء جرى في العاصمة بكين، أنه "لا رابح في حرب التعريفات الجمركية"، مبينًا أنه "ينبغي على الجانبين تعزيز بناء نظام حوكمة عالمي عادل ومعقول".
ولفت إلى القوة الاقتصادية للصين والاتحاد الأوروبي، اللذين نجحا في بناء علاقة "تكافل اقتصادي" وثيقة، كداعمين للعولمة الاقتصادية والتجارة الحرة.
بدوره وصف رئيس الوزراء الإسباني سانشيز، الصين بأنها شريك مهم للاتحاد الأوروبي، مُشدّدًا على أن بلاده لطالما فضّلت التطور المُستقر للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وأشار إلى أن هناك حاجة إلى إجراء محادثات بين الصين والولايات المتحدة لتهدئة الوضع، وفقًا للموقع، الذي رجح أن إسبانيا تريد أن تُقدم نفسها كوسيط محتمل بين الصين والاتحاد الأوروبي على أمل جذب المزيد من الاستثمارات الصينية.
ونوه الموقع إلى أن شي وسانشيز توصلا إلى اتفاقية تجارية جديدة تسمح لإسبانيا بتصدير المزيد من مشتقات لحم الخنزير والكرز إلى الصين، عقب التطورات الإيجابية الأخيرة المتعلقة برسوم السيارات الكهربائية.
وكانت هذه المرة الأولى التي يتطرق فيها الرئيس الصيني علنًا إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية، بحسب ما أورد الموقع.
وذكر الموقع أن الاتحاد الأوروبي وجه "نداءات استغاثة" إلى الصين، بدايةً من خلال مكالمة هاتفية بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، تلتها مكالمة فيديو بين وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو والمفوض الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي ماروش شيفتشوفيتش.
وكانت الصين ثالث أكبر شريك لصادرات الاتحاد الأوروبي من السلع وأكبر شريك لواردات الاتحاد الأوروبي من السلع في عام 2024، حيث كانت هولندا أكبر مستورد للسلع من الصين وألمانيا أكبر مُصدر.
ومقارنةً مع عام 2023، كان هناك انخفاض طفيف في الواردات والصادرات بنسبة 0.5% و4.5% على التوالي، ومع ذلك، خلال العقد الممتد من عام 2014 إلى عام 2024، زادت الواردات من الصين بنسبة 101.9%، بينما نمت الصادرات بنسبة 47%.
ونقل الموقع، عن جون كلارك، كبير المفاوضين التجاريين في الاتحاد الأوروبي، قوله إن الصين تسعى إلى تعزيز الروابط الاقتصادية مع أوروبا ليس من منطلق التوافق الأيديولوجي، بل بدافع الضرورة.
وأشار إلى أن بكين لا تستطيع تحمل حرب تجارية على جبهتين، وأنها تسعى الآن إلى التودد إلى أوروبا مستغلةً الانقسامات السياسية داخل الكتلة، لا سيما من خلال العلاقات مع المجر وحكومات أخرى أكثر ودًا للصين.