قال مصدر أمني رفيع المستوى في مدينة تمبكتو المالية لـ"إرم نيوز"، إن "قوى الأمن رصدت تصاعد الاحتكاك بين مقاتلي تنظيم داعش ونظرائهم من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، مما يُكرّس تنافسًا بين الجماعتين الإرهابيتين".
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن "قوات الأمن والجيش في المدينة، شأنها شأن مدن مالية أخرى، تعمل بشكل طبيعي على استهداف هذه الجماعات الإرهابية. لا يهمنا التنافس فيما بينها، لكن الخشية من أن يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات، خاصة أن هذه الجماعات تستخدم مختلف أنواع الأسلحة خلال مواجهاتها".
وأوضح أن "الشرطة في المدينة، بالتعاون مع الجيش، تسعى إلى إنهاء وجود الجماعتين، رغم صعوبة ذلك، نظرًا لسيطرتهما على مساحات شاسعة، وقدرتهما على حشد مقاتلين جدد".
ومنذ فترة، كثّفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من هجماتها، في محاولة لتحقيق المزيد من المكاسب الميدانية في مواجهة الجيش والأمن في مالي، وذلك في وقتٍ تعد فيه السلطات بإعادة الأمن والاستقرار، لكنها تتعثّر في تحقيق ذلك.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، بأن "التنافس بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش – ولاية غرب إفريقيا، يزيد من خطورة الوضع الصعب أصلًا في منطقة الساحل الإفريقي، لاسيما في ظل عجز الجيش المالي عن الحد من نفوذ التنظيمَين".
وأكد ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المواجهة بين القاعدة وداعش من المحتمل أن تؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في مالي، حيث تستمر موجات النزوح سواء من تمبكتو أو تينزاوتين أو غيرهما، وهذا الأمر يجعل هذين التنظيمين قادرين على تحقيق هدف مهم، وهو إرهاب السكان ودفعهم إلى النزوح، ومن ثم السيطرة على مساحات جديدة".
وشدّد على أن "هذه التطورات تضع الحكومة المركزية في باماكو في مأزق حقيقي، حيث تعجز القوات الحكومية عن التحرك ووقف زحف التنظيمَين الإرهابيَين".
ويأتي ذلك في وقت تقوم فيه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بتطويق مدن بأكملها، حيث سيطرت مؤخرًا على بلدة استراتيجية في مالي، وبدأت تشن هجمات داخل بوركينا فاسو، فيما تشهد النيجر أيضًا تجاذبًا بين القاعدة وداعش، وفقًا لتقارير غربية.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس: "هذه التطورات تُسهم في تعزيز نفوذ الجماعتين الإرهابيتين، خاصة في منطقة المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي".
وأشار إدريس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن "الجماعتين تتنافسان وتتواجهان في بعض الأحيان، لكنهما تتقاسمان النفوذ، وتتعايشان مع بعضهما البعض، رغم بعض الاحتكاكات"، وفق تعبيره.
وأضاف أنه "لا يوجد صراع أو محاولة من طرف لإقصاء الآخر من المشهد المعقّد أصلًا، لأن الهدف واحد؛ وهو إسقاط نظام الحكم في باماكو" وفق تعبيره.