قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن خبراء في قطاعات البنية التحتية الحيوية حذروا الإدارة الأمريكية إلى مخاطر التورط المتزايد في الصراع بالشرق الأوسط، مشيرين إلى أن إيران قد تلجأ إلى استهداف أنظمة الطاقة والمياه في الولايات المتحدة من خلال سلسلة من الهجمات السيبرانية.
وأضافت الصحيفة، أن قادة قطاعات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة لا يزالون في حالة تأهب قصوى مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، ورغم عدم الإبلاغ حتى الآن عن تهديد إلكتروني كبير، فإن هذه المجموعات تُعزّز دفاعاتها تحسبًا لأي هجوم محتمل.
وقال جون هولتكويست، كبير المحللين في مجموعة غوغل لاستخبارات التهديدات، إن النشاط الإلكتروني الإيراني لم يكن واسع النطاق خارج الشرق الأوسط حتى الآن، لكنه قد يتغير في ظل التطورات العسكرية.
وأضاف "إذا قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة مباشرة لإيران، فقد تعطي طهران الأولوية لاستهداف أراضٍ أمريكية باستخدام قدراتها السيبرانية".
وقد دفعت توترات سابقة، مثل: الحرب الروسية الأوكرانية، وكالات أمريكية، من بينها "وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية"، إلى التحرك استباقيًّا لمواجهة التهديدات الناشئة.
وفي هذا السياق، قالت آن نيوبرغر، نائبة مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن السيبراني والتقنيات الناشئة في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في تصريحات لصحيفة "بوليتيكو"، إن للحكومة دورًا أساسيًّا في مساعدة هذه القطاعات على تعزيز دفاعاتها خلال أوقات الأزمات.
وأضافت "يمكن للحكومة أن تؤدي دورًا مهمًّا في مساعدة الشركات على حماية نفسها، سواء من خلال مشاركة المعلومات الاستخباراتية التي رُفعت عنها السرية أو من خلال تنسيق الجهود بين الشركات لتعزيز دفاعاتها".
وشددت نيوبرغر على ضرورة أن تبادر شركات الأمن السيبراني المتخصصة في التهديدات إلى مشاركة معلوماتها الاستخباراتية علنًا، داعية مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الأمن السيبراني إلى أن يحذوا حذوها.
وفي الأسبوع الماضي، حذر مركزان ومنظمتان لتبادل وتحليل المعلومات الاستخباراتية من أن الشركات الأمريكية يجب أن ترفع استعداداتها الأمنية تحسبًا لهجمات إلكترونية محتملة من إيران.
وأصدرت "مجموعة الأغذية والزراعة"، التي تضم شركات مثل هيرشي وتايسون وكوناغرا، ومجموعة تكنولوجيا المعلومات، التي تشمل شركات، مثل: إنتل و"آي بي إم" و"إيه تي آند تي"، تحذيرًا من أن الهجمات السيبرانية على أهداف في دول أخرى قد تنعكس بشكل غير مباشر على الشركات الأمريكية.
وأشارت هذه المجموعات إلى أن "الهجمات التي تستهدف إسرائيل قد تؤدي عن غير قصد إلى إلحاق ضرر بالكيانات الأمريكية".
من جانبه، قال جيفري تروي، رئيس "مجموعة الطيران"، إن الهجمات الإلكترونية السابقة على أنظمة تحديد المواقع (GPS) دفعتهم إلى "البقاء في حالة تأهب دائم، ومشاركة المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي، والتعاون في استراتيجيات الوقاية والكشف والتصدي".
وأعرب قادة بعض هذه المجموعات عن قلقهم من تخفيضات في عدد الموظفين داخل الوكالات الفيدرالية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب المنصب، مشيرين إلى شعورهم بضعف الدعم الفيدرالي في مواجهة التهديدات السيبرانية المحتملة.
ومن المتوقع أن تفقد "وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية"، وهي الجهة الأساسية المسؤولة عن الدفاع السيبراني في الولايات المتحدة، نحو ألف موظف، بالإضافة إلى تقليص أو تعليق العديد من برامجها.
وبحسب أندي جبور، رئيس منظمة تبادل وتحليل المعلومات القائمة على الإيمان، فإن الوكالة لا تزال متاحة، لكن لم تُتخذ أي خطوات ملموسة لتعزيز الدفاعات ضد القراصنة الإيرانيين منذ الأسبوع الماضي.
وقال جبور لصحيفة بوليتيكو إن "الرئيس ترامب هو من يدير الآن الكثير من الاستجابة المحتملة للتهديدات الإلكترونية؛ ما يجعل التنسيق الفيدرالي غير واضح حتى اللحظة".