logo
العالم

عبوات ناسفة وتفجير قطارات.. كيف تحول العمق الروسي إلى ساحة هجمات مفتوحة؟

عبوات ناسفة وتفجير قطارات.. كيف تحول العمق الروسي إلى ساحة هجمات مفتوحة؟
جسر للسكك الحديدية بعد انهياره في بريانسكالمصدر: ا ف ب
02 يونيو 2025، 8:32 م

تعيش  روسيا تصعيدًا أمنيًا غير مسبوق، بعد سلسلة من الحوادث المتزامنة التي تشير، وفقًا لموسكو، إلى تحول العمق الروسي إلى ساحة مفتوحة لهجمات تنسب إلى أوكرانيا.

بدأت سلسلة الحوادث الأخيرة بإعلان السلطات الروسية مقتل زاور ألكسندروفيتش غورتسييف، نائب عمدة مدينة ستافروبول، إثر انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع.

وبعد ساعات من حادثة ستافروبول، أعلنت السلطات الروسية خروج قطار عن مساره نتيجة انهيار جسر في منطقة بريانسك القريبة من الحدود الأوكرانية.

الحادث أدى إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 30 آخرين، وأشارت هيئة السكك الحديدية إلى تدخل غير قانوني وراء انهيار الجسر، فيما رجحت مصادر أمنية أن يكون تفجيرًا متعمدًا رغم غياب تأكيد رسمي.

أخبار ذات علاقة

قوات أوكرانية تطلق مسيرات

هل أبلغت أوكرانيا الإدارة الأمريكية بهجومها الواسع على روسيا؟

 وبالتزامن، أعلنت وكالة الاستخبارات الأوكرانية مسؤوليتها عن تفجير قطار عسكري روسي في مقاطعة ميليتوبول، كان متجهًا نحو شبه جزيرة القرم.

وأكدت الوكالة أن الانفجار دفع الجيش الروسي إلى تفعيل "خطة اعتراض" عبر تكثيف الدوريات وعمليات التفتيش على مداخل ومخارج المناطق السكنية، في محاولة لتأمين خطوط النقل ومنع أي تسلل محتمل.

ويرى خبراء أن انتقال العمليات من جبهات القتال إلى قلب موسكو يعكس تحولًا خطيرًا في طبيعة الحرب، ويكشف عن تبني أوكرانيا لأساليب أكثر جرأة في استهداف الداخل الروسي. 

وقال د. سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن التقدم الميداني الأخير للقوات الروسية لا سيما في منطقتي خاركيف وسومي، وضع الجيش الأوكراني في موقف حرج؛ ما دفع القيادة في كييف إلى البحث عن وسائل بديلة لتعويض الخسائر، أبرزها اللجوء إلى عمليات الاغتيال داخل الأراضي الروسية، وهي تحركات - بحسب رأيه - كانت متوقعة من جانب موسكو.

وأكد أيوب لـ"إرم نيوز" أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها أوكرانيا قيادات عسكرية وإعلامية روسية.

 وأشار إلى أن مثل هذه العمليات بدأت منذ انطلاق الحرب الروسية، وتنوعت بين تفجيرات واغتيالات مباشرة، إلى جانب استخدام المسيرات لاستهداف مواقع داخل العمق الروسي.

أخبار ذات علاقة

جندي روسي يحمل مدفعا مضادا للطائرات

روسيا تعلن اعتقال متهمين بشن هجمات على مطاراتها العسكرية

 ولفت إلى أن ما يميز المرحلة الحالية هو أن أوكرانيا لم تعد تتستر خلف هذه العمليات، بل باتت تعلن مسؤوليتها عنها بشكل واضح، مؤكدًا أن هناك جهازا أوكرانيا يسعى لتنفيذ عمليات الاغتيال والتخريب، خصوصًا ضد المدنيين والعسكريين الروس.

وأكد أيوب أن وتيرة استهداف المدن الروسية باستخدام المسيرات تصاعدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، حتى وصلت إلى ضواحي العاصمة موسكو.

 وأوضح أن الهدف من ذلك هو نشر الذعر داخل المجتمع الروسي ودفع موسكو إلى ردود أكثر قسوة؛ ما يمنح أوكرانيا مبررًا لفشل المفاوضات وتحميل روسيا مسؤولية التصعيد، وفق قراءته.

أخبار ذات علاقة

روسيا تشعل جبهتي سومي وخاركيف

روسيا تشعل سومي وخاركيف بهجمات خاطفة لفرض "المنطقة العازلة" (تحليل عسكري)

 
من جانبه، قال إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، لـ"إرم نيوز" إن أوكرانيا لا تملك ما يكفي من الصواريخ للرد بالمثل على الهجمات الروسية التي استهدفت المدن الأوكرانية، ما دفعها إلى البحث عن وسائل بديلة للرد، لكنه شدد على أن الرد الأوكراني لا يستهدف المدنيين، بل يركّز على العسكريين الروس، وفق قوله.

أخبار ذات علاقة

قوات روسية في منطقة كورسك

إخلاء 200 قرية أوكرانية.. روسيا تخوض أعنف معاركها في دونيتسك وسومي

 وكشف يواس أن أحد هذه الردود تمثل في اغتيال جندي روسي مؤخرًا في مدينة ستافروبول، موضحًا أن هذا الجندي كان مسؤولًا عن تنفيذ ضربات جوية على مدينة ماريوبول في بداية الحرب، والتي أسفرت – وفقًا للسلطات الأوكرانية – عن مقتل نحو 25 ألف شخص.

وأوضح أن هذه العمليات قد تبدو، من الخارج، كأنها أعمال إرهابية، إلا أن السؤال الحقيقي، برأيه، هو: لماذا يُصنّف قتل شخص واحد إرهابًا، بينما لا يُدان من يقتل المئات أو الآلاف بنفس القدر من الاستنكار؟ وفق تعبيره.

ولفت إيفان يواس، إلى إن ما يحدث اليوم داخل الأراضي الروسية ليس سوى صدى لحرب بدأتها موسكو، محملًا الحكومة الروسية المسؤولية الكاملة عن كافة تبعات النزاع المستمر.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC