logo
العالم

بقواعد جديدة.. روسيا تعزز وجودها في الساحل الأفريقي

بقواعد جديدة.. روسيا تعزز وجودها في الساحل الأفريقي
وزيرا الخارجية الروسي والتشاديالمصدر: أ ف ب
12 فبراير 2025، 11:46 ص

تواصل روسيا تعزيز وجودها العسكري في منطقة الساحل الأفريقي من خلال إنشاء قواعد جديدة، ولا سيما في ليبيا وتشاد.

أخبار ذات علاقة

جنود روس

هل تحول الساحل الإفريقي إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟

 ووفقًا لصور الأقمار الصناعية وشهادات جمعتها مجلة "جون أفريك "الفرنسية، تعمل موسكو على توسيع نفوذها في أفريقيا عبر تحديث البنى التحتية العسكرية المهملة منذ سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا.

وأوضح تقرير المجلة الفرنسية، أنه منذ أواخر عام 2024، تشهد القاعدة الجوية في معطن السارة، جنوب ليبيا، برنامج إعادة تأهيل واسع النطاق.

وكانت هذه القاعدة، التي تضم مدرجين بطول أربعة كيلومترات، مهجورة منذ عام 2011، إلا أنها تخضع حاليًا لعملية تحديث تحت إشراف "فيلق أفريقيا"، وهو كيان عسكري جديد حل محل مجموعة فاغنر.

وبفضل موقعها القريب من الحدود المصرية والسودانية والتشادية، باتت معطن السارة نقطة استراتيجية محورية ضمن الوجود العسكري الروسي في أفريقيا، حيث يتيح موقعها الربط بين عدة قواعد عسكرية في النيجر، وبوركينا فاسو، ومالي، وقاعدة بورتسودان البحرية الروسية المستقبلية، دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

ويهدف مشروع "فيلق أفريقيا"، الذي تشرف عليه وزارة الدفاع الروسية والاستخبارات العسكرية (GRU)، إلى إنشاء شبكة لوجستية تربط الساحل بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. 

وأكد تقرير "جون أفريك" أن هذه الاستراتيجية تندرج ضمن خطة توسعية لتعزيز النفوذ الروسي في أفريقيا بعد مقتل يفغيني بريغوجين، زعيم فاغنر السابق، في أغسطس آب 2023.

وزار خالد حفتر، رئيس أركان القوات المسيطرة على شرق ليبيا، في مايو أيار 2024، موسكو لمناقشة انتشار "فيلق أفريقيا".

وفي 31 مايو أيار، التقى نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكوروف، حفتر في ليبيا لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تحديث القاعدة.

وفي أوائل يوليو تموز، رصدت الأقمار الصناعية وجود آليات وحاويات داخل القاعدة، مما يشير إلى بدء عمليات الإنشاء.

وبحسب التقرير، تسارع تنفيذ المشروع في ديسمبر كانون الأول 2024، بعد سقوط النظام السوري، ما أدى إلى سحب القوات الروسية من سوريا.

أخبار ذات علاقة

لوحة تحمل تهنئة بعيد ميلاد الرئيس الروسي في باماكو

بعد تغلغل روسيا.. هل يجد الاتحاد الأوروبي طريق العودة إلى الساحل الإفريقي؟

كما تم نشر هذه القوات في ليبيا، مصحوبة بأنظمة دفاع جوي من طراز S-300 وS-400، ما عزز التواجد العسكري الروسي في المنطقة، ونتيجة لذلك، ارتفع عدد الجنود الروس في ليبيا من 800 إلى 1,800 جندي.

وأشار التقرير إلى أنه بعد انسحاب القوات الفرنسية من تشاد في يناير كانون الثاني 2025، بدأت موسكو مفاوضات مع نجامينا لنشر "فيلق أفريقيا"، حيث تم رصد مبعوثين روس في العاصمة التشادية، ترددوا على فندق "لاتشادين". ويُعتقد أن مهمتهم تتمثل في إبرام اتفاقيات تعاون عسكري بين البلدين.

وكان الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي إتنو، قد التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في يناير كانون الثاني 2024 لبحث شراكة موسعة.

وفي يونيو حزيران، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، توقيع اتفاقيات دفاع وأمن مع تشاد، مما يمهد الطريق لإقامة وجود عسكري روسي طويل الأمد.

ويهدف التوسع الروسي في أفريقيا إلى تعزيز نفوذ موسكو الجيوسياسي والسيطرة على موارد استراتيجية مثل الذهب والنفط والكوبالت واليورانيوم.

كما أن تطوير ممر يربط البحر المتوسط بالساحل قد يعيق وصول القوات الغربية إلى المنطقة.

وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أنه مع تحديث عدة قواعد في ليبيا وترسيخ موطئ قدم عسكري في تشاد، تعزز روسيا تدريجيًا قبضتها على القارة الأفريقية، ما يعيد تشكيل موازين القوى في هذه المنطقة الحيوية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC