logo
العالم

هل تحول الساحل الإفريقي إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟

هل تحول الساحل الإفريقي إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟
جنود روسالمصدر: (أ ف ب)
28 ديسمبر 2024، 8:02 ص

يثير تمدد روسيا في الساحل الإفريقي، تساؤلات حول مآلات التنافس على النفوذ في هذه المنطقة، وما إذا كانت قد تحولت إلى ساحة للصراع بين موسكو والعواصم الغربية.

يأتي ذلك، بعد نشر قوات روسية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

وتتوجه الآن الأنظار إلى تشاد، التي طردت القوات الفرنسية أخيراً، حيث تسود تكهنات بشأن إمكانية لجوء إنجامينا إلى التحالف مع موسكو التي أصبحت لها موطئ قدم في دول مجاورة لها.

أخبار ذات علاقة

اجتماع لقادة "إيكواس"

هل أطلق "ثلاثي الساحل" رصاصة الرحمة على "إيكواس"؟

 

ساحة صراع جديدة

وقال المحلل السياسي ديمتري ريتزي، إن "منطقة الساحل الإفريقي الممتدة من السنغال إلى البحر الأحمر، تحولت بالفعل إلى ساحة جديدة للصراع الجيوسياسي بين روسيا والغرب، فقد بدأت روسيا في تعزيز قبضتها على المنطقة، مُحكمةً سيطرتها على عدد من الدول الرئيسة فيها، وتسعى لتأسيس تحالفات جديدة خارج نطاق الساحل".  

وأضاف ريتزي لـ "إرم نيوز"، أن "هذه الإستراتيجية الروسية الطموحة جاءت على حساب المصالح الغربية في المنطقة، فقد لجأت دول عبر الساحل، مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر، إلى روسيا للحصول على المساعدة الأمنية في مواجهة تصاعد عدم الاستقرار الإقليمي وتهديد الجماعات الإرهابية".  

وشدد على أن "موسكو نجحت في موقعها كشريك أمني بديل للأنظمة العسكرية في الساحل؛ ما أسهم في قرارات هذه الأنظمة بطرد القوات الفرنسية والأمريكية من المنطقة". 

ولفت إلى أنه "مع ذلك، لا يضمن نجاح روسيا في الساحل على المدى الطويل. فبينما حققت مكاسب كبيرة، فإن قدرتها على استبدال النفوذ الغربي بشكل كامل محدودة.  فقد تعززت الجماعات المتطرفة بالفعل منذ وصول القوات الروسية، وباتت تنفذ هجمات قرب عواصم مالي والنيجر". 

وأنهى ريتزي حديثه بالقول: "علاوة على ذلك، فإن الانتقال من التحالفات الغربية إلى الشرقية في الساحل يطرح تساؤلات حول مستقبل الأمن الإقليمي وإدارة الموارد المحلية. ويبقى من غير المؤكد ما إذا كان هذا التحول سيُسهم في الحد من العنف المتطرف الذي زعزع استقرار المنطقة لسنوات".

أخبار ذات علاقة

مخيم للاجئين في موريتانيا

مع تدفق اللاجئين إليها.. موريتانيا تدفع ثمن أزمات الساحل الأفريقي

 

استبعاد الاحتكاك

ومن جانبه، قال الخبير الأمني المتخصص في الشؤون الإفريقية عمرو ديالو، إن "هناك تداخلاً للقوات الأجنبية في الساحل الإفريقي، حيث يتواجد الأتراك والروس بكثافة مقابل انحسار للدور الفرنسي والغربي، وبذلك لا يمكن الجزم بأن موسكو والعواصم الغربية قد انفردت بمنطقة الساحل الإفريقي".

وقال ديالو لـ "إرم نيوز"، إن "هناك تواجداً مكثفاً للقوات الروسية في دول مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر، لكن أستبعد أن يحدث أي احتكاك بينها وبين القوات الغربية خاصة أن معظم القوات غادرت قواعدها ومواقعها بناء على طلب من الدول التي تتواجد فيها".

وشدد على أن "تركيا قد تعمل على تقاسم النفوذ مع روسيا والصين في منطقة الساحل الإفريقي وتفادي أي توتر قد يقوض مصالح هذه القوى التي تطمح لحضور أكبر".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC