أخذ الحديث عن الانفجار الغامض الذي هزّ ميناء "الشهيد رجائي" في مدينة بندر عباس جنوبي إيران، الحيز الأكبر في الصحافة الإيرانية، بعد أن كان الملف النووي هو الملف الرئيس لها منذ أسابيع.
وفيما اتخذت صحف مساراً يتطابق مع الرواية الرسمية، التي أرجعت سبب الانفجار إلى وجود حاويات مواد كيميائية، نافية التعرض لأي هجوم عدائي خاصة من إسرائيل، اتهمت صحف أخرى تل أبيب بالوقوف خلف الانفجارات التي خلفت أضراراً جسمية في الميناء، وتسببت بمقتل أكثر من 14 شخصاً، وجرح المئات، بحسب ما نقله رصد لموقع "إيران إنترناشونال".
وأبدت عناوين بعض الصحف مشهدا يوحي بـ"الصدمة" فيما وصفت عناوين أخرى الانفجارات بالحدث الكبير.
وألمحت صحيفة "هم ميهن" إلى وجود شكوك كبيرة حول تورط إسرائيل في انفجار الميناء، ودعت السلطات الإيرانية إلى مراجعة إجراءاتها الأمنية بشكل عاجل، والإسراع في فتح تحقيقات شفافة، والإعلان عن نتائجها.
وعنونت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، صفحتها الرئيسة، اليوم، قائلة: "انفجار ضخم في ميناء رجائي.. حادث عرضي أم عمل تخريبي؟".
وفي سياق متصل، لفتت صحف أخرى إلى أن الانفجار تزامن مع المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، مما أثار العديد من التساؤلات.
ونشرت صحيفة "ستاره صبح" على صدر صفحتها الأولى عنواناً عريضاً جاء فيه: "صدمة الانفجار في خضم المفاوضات".
أما صحيفة "اقتصاد بويا"، فأشارت إلى أن عدداً من المخازن المتضررة داخل الميناء لم تكن محددة الهوية، ولم تُعرف طبيعة محتوياتها، معتبرة أن هذا الغموض يعزز فرضية وجود عمل تخريبي متعمد.
من جهتها، قالت صحيفة "هم ميهن" إن هناك شكوكاً قوية بوقوف إسرائيل وراء الانفجار الكبير الذي هز ميناء رجائي في مدينة بندر عباس، يوم السبت، مؤكدة على ضرورة أن تعيد السلطات الإيرانية النظر في إجراءاتها الأمنية.
وأضافت الصحيفة أن هناك مؤشرات تدعم فرضية تورط أطراف خارجية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، رغم معارضتها توجيه ضربات عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، قد لا تمانع تنفيذ عمليات تخريبية من هذا النوع، خاصة أنها تتزامن مع الجولة الثالثة من المفاوضات النووية الجارية في سلطنة عُمان.