أكد خبراء إسرائيليون أن التغيير الواضح في أولويات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضر المصالح الإسرائيلية، ويزيد الأمر تعقيدا على إسرائيل بتخبط قياداتها بين الخيارات دون قرارات حاسمة، وفق وسائل إعلام عبرية.
وانتقدت صحيفة "معاريف" العبرية، غياب طريقة إسرائيلية للتعامل مع القضايا الملحة، ومنها تعاملها مع حركة حماس، حيث أكدت أنه لا قرار واضحًا، وأفادت بأنه لا يوجد ضغط عسكري كاف لكسرها، ولا زخم سياسي قوي لإطلاق سراح الرهائن.
ووفق تقديرات خبراء إسرائيليين للصحيفة، فإن تل أبيب تقف الآن عند مفترق طرق معقد، خاصة مع الموقف الصعب الذي تلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الأمريكي.
ويزيد هذا التعقيد، مع ما قالوا إنه تردد وغياب اتخاذ القرار وانشغال بالترويجات والدعايا والتحركات السياسية.
وفي رؤية الخبراء الإسرائيليين، فإن تغيير أولويات الرئيس ترامب يضر المصالح الإسرائيلية، حيث يدير حاليًا عدة جبهات حرب. على رأسها الحرب الاقتصادية وحرب الهجرة، ويبدو أنه يريد استعادة مكانة الولايات المتحدة باعتبارها الشرطي الصارم في العالم.
وفي المقابل، لا يحرز أي تقدم في ملف غزة وإطلاق سراح الرهائن لا يتحرك؛ لأنهم في إسرائيل يتقدمون خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء.
وبحسب التقدير الإسرائيلي، أصبح واضحاً أن العملية العسكرية في غزة أيضاً لا تحقق النتيجة المرجوة لتل أبيب، وحماس لا تظهر أي علامات تأثر، بل أظهرت حماس علامات التعافي بعد الضربة الأولى التي تلقتها من سلاح الجو والشاباك قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وتقول "معاريف"، إن نتنياهو سينشغل بأموره الشخصية الكثيرة المتعلقة بالتحقيقات والمحاكمات، وتطورات أزمة إقالة رئيس الشاباك، وإقالة المستشارة القانونية للحكومة، والحفاظ على الائتلاف، وفي النهاية مناقشة تقييم الوضع الأمني.
ووسط هذا كله وفق التقدير الإسرائيلي، هناك قضايا ملحة، منها كيف ستؤثر إسرائيل في المفاوضات مع إيران، وكيف تنقل خطوطها الحمراء إلى الأمريكيين. والتعامل مع الصراع بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية، ومسألة بدء المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.
ويؤكد الخبراء أن إسرائيل مجبرة على اتخاذ القرار قبل أية مفاجآت أمريكية جديدة، حيث يجب أن ترد هل هي ماضية بالفعل في تعبئة واسعة النطاق لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، ونشر قوة عسكرية إضافية لتحقيق أهداف كبيرة على طريق إضعاف حماس وجلبها إلى طاولة المفاوضات وإطلاق سراح الرهائن.