يُعد دانيال نوبوا أحد أبرز الوجوه السياسية الصاعدة في أمريكا اللاتينية، حيث دخل التاريخ كأصغر رئيس للإكوادور عند توليه السلطة في شباط/ نوفمبر 2023، في سن الخامسة والثلاثين.
وأدى نوبوا اليمين الدستورية، أمس السبت، لولاية رئاسية ثانية في الإكوادور، متعهدًا بـ"إنقاذ" بلاده من تجار المخدرات المتحالفين مع عصابات إجرامية أجنبية.
وينتمي نوبوا إلى عائلة سياسية واقتصادية عريقة، فهو نجل رجل الأعمال والسياسي المعروف ألفارو نوبوا، الذي خاض بضع محاولات للوصول إلى الرئاسة.
وُلد دانيال نوبوا في أسرة ثرية لها تأثير سياسي واقتصادي، ودرس في الولايات المتحدة، حيث حصل على تعليم عالٍ في مجالات الاقتصاد والإدارة العامة. قبل دخوله الحياة السياسية، عمل في إدارة شركات عائلته واكتسب خبرة في قطاع الأعمال.
ودخل نوبوا الحياة السياسية من بوابة الجمعية الوطنية، حيث شغل عضويتها بين عامي 2021 و2023 ممثلًا عن حزب "العمل الديمقراطي الوطني". وخلال تلك الفترة، بنى لنفسه سمعة كشخصية شابة وواقعية تسعى لإيجاد حلول وسَط في بيئة سياسية مضطربة.
في أيار/ مايو 2023، قرر الرئيس السابق غييرمو لاسو حل البرلمان بموجب المادة الدستورية المعروفة بـ"الموت المتبادل"؛ ما أدى إلى تنظيم انتخابات مبكرة. وفاز نوبوا في الجولة الثانية من الانتخابات، وتسلّم مهامه في شباط/ نوفمبر 2023 لإكمال الفترة المتبقية من ولاية لاسو.
في نيسان/ أبريل 2025، أُعيد انتخابه لولاية كاملة مدتها أربع سنوات، بعد أن حظي بدعم شعبي واسع نتيجة سياساته الأمنية والاقتصادية خلال فترة ولايته القصيرة الأولى.
منذ توليه الرئاسة، وضع نوبوا الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة على رأس أولوياته، خاصة في ظل تصاعد نشاط العصابات وتهريب المخدرات. أعلن حالة الطوارئ في بضع مناطق، ونفّذ عمليات أمنية ضد الجماعات المسلحة.
اقتصاديًّا، سعى إلى إنعاش المالية العامة عبر توقيع اتفاق بقيمة 4 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي، وإطلاق برامج تهدف إلى تحفيز النمو وخلق فرص عمل للشباب.
التحديات في الولاية الثانية
وفي ولايته الثانية التي بدأت في أيار/ مايو 2025، يواجه نوبوا تحديات كبيرة أبرزها ارتفاع نسب الجريمة والبطالة، فضلًا عن الحاجة لاستكمال إصلاحات اقتصادية هيكلية وسط ظروف إقليمية مضطربة.
ويرى مراقبون أن قدرته على تنفيذ وعوده في هذه المرحلة ستكون حاسمة في تحديد إرثه السياسي.