logo
العالم

من أوكرانيا إلى لبنان.. كيف ستكون "الخارطة" الأمريكية القادمة؟

من أوكرانيا إلى لبنان.. كيف ستكون "الخارطة" الأمريكية القادمة؟
كامالا هاريس ودونالد ترامبالمصدر: رويترز
05 نوفمبر 2024، 7:30 ص

ثمة العديد من جوانب التباين، ستنعكس على مناطق الصراع في العالم ما بين "الشرق الأوسط"،  وأوكرانيا، وصولاً إلى المواجهة الأصعب مع بكين، مع تحديد الساكن الجديد لـ"البيت الأبيض"، ما بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

ففي لبنان وقطاع غزة، يرى متخصصون في العلاقات الدولية، أن أمريكا ستتعامل مع هذا الملف، وفقاً لتغيير وجهة هذه المنطقة بما يخدم مخططات تل أبيب، بغض النظر عن كون الفائز "ترامب" أم "هاريس".

وبالنسبة للصين، فإن أكبر استهداف تعمل عليه واشنطن سواء مع الديمقراطيين أو الجمهوريين، هو عدم الخروج من بحر الصين الجنوبي، الذي لا يعقد استراتيجيات بكين فقط ، ولكن يعطي لواشنطن وجوداً في أهم المناطق الاقتصادية والاستراتيجية في العالم، وفق المتخصصين.

وأما التعامل مع الحرب الأوكرانية والمواجهة مع روسيا، فستأخذ النقيض في حال فوز "ترامب"، و ستدخل إلى معترك أكثر صعوبة مع "هاريس"، التي ستكون ملتزمة بثوابت وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي جو "بايدن" في دعم "كييف"، والارتباط بحلف "الناتو"، مهما كان انعكاسات ذلك على الداخل، بحسب الخبراء.

أخبار ذات علاقة

مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب

ترامب: سأقود أمريكا والعالم لمستويات جديدة "من المجد"

 

منفعة متبادلة لإسرائيل وإيران

وتعقيباً على ذلك، يقول الخبير في قضايا الشرق الأوسط يوسف راشد، إن "الأمر يرضخ بشكل كبير إلى سياسة عامة موضوعة من منافذ صناعة القرار التي ترى ضرورة في تغيير وجه الشرق الأوسط من جديد، سواء فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب".

وبحسب "راشد" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، فإن تغيير وجه الشرق الأوسط المرتبط حتى الآن بما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية، لن تنتهي أو تشهد تحولاً يعود بالقطاع إلى ما كانت عليه، حتى لو كان ذلك دون إدارة حركة "حماس" من عدمه".

وأشار راشد، إلى أن إعادة تقسيم منطقة الشرق الاوسط بشكل جديد، أمر موضوع ممن هم أعلى من "ترامب" و"هاريس"، ووجودهما لا يخرج أبدا عن السير ضمن الإطار المحدد سلفاً.

كما أن تغيير وجه الشرق الأوسط، تعمل إسرائيل في صلبه من خلال فتح الجبهات المتعددة على غزة ولبنان والتجهيز لأماكن أخرى، وهو ما يعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لا يتردد في الإعلان عن المخطط العقائدي "من النيل إلى الفرات"، وفق راشد.

ويستكمل "راشد": إن المواجهة "المحسوبة" التي تأخذ شكل العداء بين تل أبيب وطهران ، وهي ليست كذلك، بقدر تقسيم مصالح ونفوذ، تخدم المخطط الذي تسعى إليه إسرائيل، وسيساعدها فيه سواء "هاريس" أو "ترامب"، وحتى من سيأتي أيضا كرئيس في انتخابات أمريكا 2028.

ويرى راشد، أن ما أسّسته طهران من ميليشيات، يخدمها هي وإسرائيل، في تقاسم النفوذ وتغيير خرائط الدول، وهو ما نتج عما وصلت إليه لبنان مع "حزب الله".

وسيستكمل المخطط حالياً في استهداف العراق أكثر عبر تصاعد دور الميليشيات التابعة لإيران هناك والتي يتم تقديمها في شكل جديد كمنصة يكون منها رد إيراني قادم في إطار هذا المسلسل "المضحك" على حد وصفه، والمرتب بين إيران وإسرائيل، حتى يكون للأخيرة منفذ بالذهاب بشكل ما إلى التدخل في العراق واستكمال هذا المخطط.

الملف الصيني

ومن جهته، يوضح الباحث في الشؤون الآسيوية مازن منجي، أن الإدارتين سواء الديمقراطية التي ستستكمل في حال فوز "هاريس" و "الجمهورية" التي ستعود من جديد ، إذا ربح "ترامب"، ستضع "الصين" كتحدٍّ أكبر في استمرار الولايات المتحدة على رأس العالم وأنها القطب الأوحد .

ولفت "منجي" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن أكبر استهداف تعمل عليه "واشنطن" سواء مع الديمقراطيين أو الجمهوريين، هو عدم الخروج من بحر الصين الجنوبي، الذي لا يعقّد استراتيجيات "بكين" فقط، ولكن يعطي لـ"واشنطن"، وجوداً في أهم المناطق الاقتصادية والاستراتيجية في العالم.

ويشير "منجي"، إلى أن بحر الصين الجنوبي الذي تمر منه ثلث التجارة الدولية في العالم، يحتوي بشكل كبير على جوانب صراع لا تتعلق فقط بهذا الأمر، بقدر التحكم في كابلات الإنترنت في العالم؛ ما يعتبر مقراً للمواجهة المستقبلية التكنولوجية التي تقف فيها "بكين"، و وراءها خطوط دفاع، أمام واشنطن ومن معها من حلفاء تقليديين.

وأردف "منجي"، بالقول: إن "الفرق في التعامل من جانب "هاريس" و "ترامب"، يتعلق بالأسلوب المتبع، والذي ظهر مع "الديمقراطيين" في عهد "بايدن"، بحضور "هاريس"، حيث إن المواجهة والصدام حاضران، ولكن بشكل "ناعم"، لا يجر إلى صدام لا يحمد عقباه". 

 وأما "ترامب"، فإن أسلوبه وتصعيده مع "بكين" من خلال ما ظهر في تجربة ولايته الأولى، سيكون الاستمرار بها مضراً لـ"واشنطن"، وأقرب إلى مواجهة أكثر من أنها تشبه "حرباً باردة" في حال فازت "هاريس".

أخبار ذات علاقة

استراتيجية ترامب وهاريس في اليوم الأخير

قبل الحسم.. استراتيجية ترامب وهاريس في اليوم الأخير (فيديو إرم)

 

أوكرانيا وروسيا

من جانبه، يرى المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، أحمد ياسين، أن التعامل مع الحرب الأوكرانية والمواجهة مع روسيا، ستأخذ النقيض في حال فوز "ترامب"، وستدخل إلى معترك أكثر صعوبة في حال فوز "هاريس" التي ستكون ملتزمة بثوابت وضعتها إدارة "بايدن" في دعم "كييف" والارتباط بحلف "الناتو" مهما كان انعكاسات ذلك على الداخل.

ويؤكد "ياسين" في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن هاريس لن تبتعد عن هذه السياسة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية بدعم كييف والعلاقة بحلف الناتو؛ لأن هذه السياسة في حال فوزها، ستكون مساهمة في أساساً بفوزها؛ لأن ذلك سيفسر أن جانباً كبيراً ممن صوتوا لها، كان بسبب هذا الملف الذي يعتبر أحد أوجه المواجهة مع الجمهوريين.

وتابع ياسين: "سياسة ترامب في التعامل مع أوكرانيا واضحة، وهي العمل على وقف هذه الحرب على وضعها، ما يحمل إشارة إلى أن ذلك سيكون في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ مما يكون له انعكاس على أوكرانيا وأيضاً العلاقة الوثيقة بين أوروبا وحلف الناتو مع الولايات المتحدة، وهو الارتباط الذي ينوي ترامب تفكيكه".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC