ذكرت وكالة :"بلومبرغ" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدد أبرز القضايا التي ستتصدر محادثاته مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية: المعادن النادرة، والفنتانيل، وفول الصويا، وتايوان.
وأكد ترامب على متن طائرة الرئاسة أن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بالتحكم في المعادن النادرة، مهددا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% إذا لم تمتثل بكين لضوابط الاستخدام.
كما أشار ترامب إلى ضرورة توقف الصين عن استخدام وتصدير الفنتانيل، معتبرا أن ذلك ساهم في تفاقم أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة.
أما فول الصويا، فقد أصبح محور ضغط كبير على الصين بعد أن توقفت عن شراء المحاصيل الأمريكية، متجهة بدلاً من ذلك إلى أمريكا الجنوبية؛ ما أثار استياء المزارعين الأمريكيين الذين يشكلون قاعدة دعم الرئيس الانتخابية.
في هذا السياق، شدد ترامب على أن طموحات الصين الإقليمية بشأن تايوان ستكون من ضمن المواضيع التي ستُناقش، بينما رفض الإفصاح عن إمكانية تقديم الصين لتنازلات تجارية مقابل زيادة سيطرتها على الجزيرة ذات الحكم الذاتي.
تهديدات تجارية
أعاد الرئيس الأمريكي التأكيد على أن فرض رسوم جمركية أعلى على البضائع الصينية لا يزال مطروحا، موضحا أن أي فشل في التوصل إلى اتفاق قبل الأول من نوفمبر سيؤدي إلى اتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك وقف شحنات قطع غيار الطائرات التجارية.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تواصل اجتماعها مع شي، معتبرا أن القيادة الصينية تحترم واشنطن بشدة، معربا عن توقعه التوصل إلى "اتفاق تجاري عادل ورائع".
من جهة أخرى، كشف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن محادثات مرتقبة مع الصين في ماليزيا لمناقشة هذه القضايا.
يأتي ذلك بعد أسابيع شهدت تغييرات متسارعة في العلاقات التجارية، بما في ذلك قيود تكنولوجية أمريكية جديدة وفرض ضوابط صينية مشددة على تصدير المعادن النادرة وغيرها من المواد الحيوية.
وقال سون تشينغهاو، الباحث في مركز الأمن والاستراتيجية الدولي بجامعة تسينغهوا للوكالة، إن التركيز على المعادن والفنتانيل وفول الصويا وتايوان يمثل محاولة لتحقيق انتصارات ملموسة يسهل إيصالها للرأي العام الأمريكي، بدل الانخراط في مفاوضات مطولة ومعقدة تقنيا لتغيير النموذج الصناعي الصيني.
ضغوط متبادلة
تشير التطورات إلى أن التوتر بين واشنطن وبكين يتميز بخصائص مزدوجة: من جهة تهديدات متبادلة بالرسوم الجمركية، ومن جهة أخرى تحركات دبلوماسية لتهدئة الأجواء.
فقد حاولت الصين تهدئة المخاوف الدولية بشأن ضوابط المعادن النادرة، مؤكدة أنها ضرورية لصناعة الطائرات المقاتلة والهواتف الذكية ومقاعد السيارات، وأنها لن تؤثر على تدفقات التجارة الطبيعية.
كما شددت بكين على أن تشديد الرقابة جاء ردًا على ما اعتبرته استفزازات أمريكية، مثل توسيع العقوبات على الشركات الصينية المدرجة في القائمة السوداء.
وبينما يسعى ترامب لتعزيز الضغط على الصين لضمان اتفاق تجاري سريع، تحاول بكين بناء آلية طويلة الأجل لضبط الصادرات دون إثارة ردود فعل دولية كبيرة؛ ما يعكس رغبتها في إدارة التوازن بين السيطرة على الموارد الحيوية والحفاظ على العلاقات التجارية.
في النهاية، يبدو أن القمة المقبلة ستشهد مواجهة دقيقة بين الضغط الأمريكي لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية ملموسة، واستراتيجية صينية للحفاظ على النفوذ الصناعي والتجاري مع إدارة حساسة لمخاطر التوترات الإقليمية، بما في ذلك ملف تايوان الحيوي.
وستحدد النتائج ما إذا كانت التهدئة الهشة الحالية ستتطور إلى اتفاق تجاري مستدام أم ستعود التعريفات والقيود إلى الواجهة مجددا.