logo
العالم

من التحالفات إلى سلاسل التوريد.. لماذا يمثل الدفاع عن تايوان مصلحة أمريكية؟

الجيش التايوانيالمصدر: منصة إكس

يُعد الدفاع عن تايوان أمراً حاسماً للولايات المتحدة، ليس فقط من منظور أخلاقي واستراتيجي وتاريخي، بل لأنه يجسد قيم الحرية والديمقراطية في مواجهة الضغوط الإقليمية، وفق ما ذهبت إليه مجلة "ناشيونال إنترست".

وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يسعى الحزب الشيوعي الصيني لفرض هيمنته، يمثّل الحفاظ على الوضع الراهن عبر مضيق تايوان أساساً للسلام والاستقرار، إذ إن تايبيه ليست قضية محلية بل هي محورية لكل دولة تقدر سيادتها وأمنها، بما في ذلك أمريكا، كما تضيف المجلة.

وتعتقد أن تجاهل أمريكا لقضية تايوان "يعني الاستسلام لاستراتيجية الاسترضاء، التي تفتح الباب أمام كارثة عالمية"، معتبرة أنه إذا خضعت تايبيه لسيطرة بكين، لن تقتصر التداعيات على الجزيرة وحدها، بل ستُدمر الأسواق العالمية، والتحالفات، وسلاسل التوريد، مما يعيد تشكيل موازين القوى لعقود.

ومقارنة بالإغلاق الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19، الذي سيبدو "تافهاً" أمام هذه الكارثة، فمن منظور أمريكي، يرتبط مستقبل تايوان مباشرة بمستقبل الولايات المتحدة، فالحفاظ عليها ليس عملاً إيثارياً، بل ضرورة للأمن الجماعي والازدهار، كما تقول "ناشيونال إنترست".

وبحسب المجلة، تتجاوز المخاطر قيمة أشباه الموصلات أو حتى بقاء ديمقراطية تضم 24 مليون نسمة، فإذا سقطت تايوان، يتغير الهيكل الاستراتيجي للمنطقة فوراً، إذ تكسر سلسلة الجزر الأولى، التي تحتوي القوة العسكرية الصينية، مما يدفع القوات الأمريكية إلى سلسلة الجزر الثانية ويضعف قدرتها على التوازن الإقليمي.

السيناريو الكارثي

سيسمح سقوط تايوان للجيش الصيني باستعراض قوته الجوية والبحرية والصاروخية والسيبرانية والفضائية عبر قناة باشي ومضيق مياكو إلى بحر الفلبين، وبذلك ستخضع الحركة البحرية والجوية بين اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب شرق آسيا لسيطرة صينية فعلية، مما يجعل المضايقات روتينية في السلم والحظر مطلقاً في الأزمات.

كما ستتوغّل أقواس الصواريخ من تايوان عميقاً في غرب المحيط الهادئ، وستمكن أجهزة الاستشعار تحت الماء والطائرات المضادة للغواصات بكين من تتبع الغواصات الأمريكية وحلفائها أثناء عبور مضيق لوزون. 

ومن المتوقع أيضاً أن تتعرض ممرات الطاقة البحرية لليابان وكوريا الجنوبية للضغوط، وقد يتم التنصت على الكابلات البحرية قرب تايوان أو قطعها، وهي شرايين الاقتصاد الرقمي العالمي الذي تعتمد عليه أمريكا بشكل كبير.

أخبار ذات علاقة

رئيس تايوان لاي تشينغ-تي

رئيس تايوان: ترامب يستحق "نوبل"‭ ‬إذا أقنع الصين بالتخلي عن القوة ضدنا

ووفق المجلة، لن يكون الحصار بديلا حميداً، إنما هو وهم خطير، إذ يُعد عملاً حربياً يتصاعد بسرعة، مسفراً عن خسائر هائلة، ففي ساحة معركة مزدحمة، قد يحول خطأ واحد المواجهة إلى حريق هائل، مما يهدد المصالح الأمريكية العالمية.

التوازن

بينما تواجه أمريكا تحدياتها في أوكرانيا، والشرق الأوسط، والحرب على المخدرات، إضافة إلى التقلبات السياسية، ومع ذلك، فإن نهج الرئيس دونالد ترامب غير التقليدي، الذي يزرع الشكوك ويتبنى "السلام بالقوة"، يمكن أن يردع بكين، محافظاً على التوازن دون ربط تايوان بالمناقشات التجارية.

ووفق التقرير يجب على الولايات المتحدة تسريع الصمود والردع عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً ونفسياً، فيما يتعين على تايوان تعزيز سياسة الإنكار غير المتكافئ لشل الغزو في 72 ساعة الأولى، مع إنفاق دفاعي أعلى ووحدة حزبية، مع التعاون مع أمريكا في الصواريخ والطائرات المسيرة، وإن كان غير كافٍ.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC