logo
العالم

مفاوضات واشنطن وطهران النووية.. تباين نوايا أم مناورات سياسية؟

مفاوضات واشنطن وطهران النووية.. تباين نوايا أم مناورات سياسية؟
علمان أمريكا وإيرانالمصدر: منصة إكس
28 مايو 2025، 3:25 ص

رأى خبراء إيرانيون، إن مستقبل المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن لا يزال مجهولًا، وأن احتمالية فرص النجاح والانهيار متساوية.

ودخلت المفاوضات زاوية شديدة التعقيد بين الطرفين، وهو موضوع تخصيب اليورانيوم، وسط أجواء إعلامية متباينة تعكس تعقيد المشهد الدبلوماسي، وتضارب الأهداف بين الجانبين.

ورغم الصورة الإيجابية التي رسمتها وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة تلك المقربة من الحكومة، عقب الجولة الأخيرة، إلا أن المعطيات الواردة من الجانب الأمريكي تحمل نبرة مختلفة تماماً، وتنذر بمسار تفاوضي أكثر توتراً في الجولات المقبلة.

تفاؤل مُفرط

وقال عضو البرلمان الإيراني فدا حسين ملكي، إن "التباين في الموقف الأمريكي بعد 5 جولات من المفاوضات يشير إلى غياب رؤية موحدة لدى صناع القرار في واشنطن لتوسيع الاتفاق المحتمل مع طهران ليشمل قضايا تتعلق بنفوذ إيران الإقليمي".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي

"ينسف الحوار".. طهران ترفض إصرار بريطانيا على "التخصيب الصفري"

 وأضاف ملكي في حديث لـ"إرم نيوز" أن"إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد  تسويق أي توافق محتمل مع طهران على أنه إنجاز سياسي شامل، يتفوق على الاتفاق النووي الأصلي للعام 2015، وذلك لتبرير انسحاب ترامب السابق من الاتفاق، وتقديمه كخطوة إستراتيجية مدروسة لا كقرار ارتجالي".

وعند سؤاله عن التفاؤل الإيراني بشأن إمكانية التوصل إلى إتفاق نووي، أوضح البرلمان الإيراني أن "هذا تفاؤل مفرط، ونحن نرى أن الإعلام المحسوب على حكومة الرئيس مسعود بزشكيان (الإصلاحيين)، وبعض الناشطين من هذا التيار، يقدمون تحليلات وروايات مختلفة عن مسار المفاوضات".

ومضى قائلًا: "نحن ننظر إلى أن احتمال الاتفاق أو انهيار المفاوضات متساوية وكل شيء وارد، لكن إذا أصرت واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم فهذا يعني انهيار المفاوضات، ونحن ننتظر مساعي سلطنة عُمان، وما تقدمه من مبادرات لواشنطن وطهران".

وبيّن ملكي أن "الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة في رسم ملامح المرحلة التالية، سواء باتجاه تسوية موسعة أو تصعيد جديد في ظل غياب جدول زمني واضح للجولة المقبلة من المحادثات".

تخريب أوروبي

بدوره، لم يستبعد الخبير الإيراني في الشؤون الخارجية رحمان قهرمان بور وقوف الدول الأوروبية الثلاث، (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، وراء عملية تخريب مسار المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.

وقال الخبير الإيراني لـ"إرم نيوز" إن "التوتر، وانعدام الثقة بين إيران وأوروبا، في أعلى مستوياتهما، لهذا قد يكون دورها في المفاوضات تخريبياً".

وأضاف: "جزء من دوافع التصعيد الأوروبي تجاه إيران يعود إلى رغبة الأوروبيين في التنفيس عن غضبهم من السياسات الأمريكية عبر زيادة الضغوط على طهران".

وأوضح أن العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة نفسها تمر بأزمة عميقة، ما يجعل الاتحاد الأوروبي يبحث عن ساحة أخرى للتنفيس عن أزماته، مشيراً إلى أن هذه الأزمة تحوّلت إلى عبء على الاتحاد الأوروبي نفسه.

أخبار ذات علاقة

منشأة نووية إيرانية

أهداف متضاربة.. هل يمكن التوصل لصفقة نووية بين واشنطن وطهران؟

ولفت  إلى أن الدول الأوروبية قد تحاول، كما فعلت في الملف الأوكراني، إعاقة مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وإن لم تتمكن من إيقافها، فإن بإمكانها لعب دور سلبي يؤثر على مجريات الحوار.

ولدى سؤاله عن رغبة الولايات المتحدة بمنع إسرائيل من شن حرب ضد المنشآت النووية الإيرانية، قال قهرمان بور: "هذه رسالة تستخدمها واشنطن ضمن سياسة الترغيب والترهيب، ودفع طهران للقبول بالاتفاق بأي ثمن، وبعبارة أخرى هي رسالة تخويف أنه لولا واشنطن لكانت إسرائيل قد هاجمت إيران".

سلام بالقوة

من جهته، أكد المحلل السياسي الإصلاحي مهدي مطهر نيا، أن الإدارة الأمريكية، رغم حديثها عن تقدم في المفاوضات مع إيران، تسعى لفرض إرادتها من خلال تكتيك مزدوج يجمع بين لغة التهدئة، وتكثيف الاستعداد العسكري والاقتصادي.

وقال مطهر نيا لـ"إرم نيوز": "الحديث عن السلام لا ينفي واقع التحشيد للحرب"، لافتاً إلى أن خطة عُمان تمثل محاولة لكسر الجمود في المفاوضات، لكن الضغط الاقتصادي المتزايد من واشنطن، إلى جانب تهديدات إسرائيل، يظهر أن الاستعداد للصدام لا يزال قائماً.

وأشار المحلل مطهر نيا إلى أن الإستراتيجية الأمريكية تقوم على دفع الخصم إلى الزاوية عبر استخدام أدوات الضغط القصوى، وأن الحرب تبقى خياراً أخيراً، لكنها حاضرة في حسابات صناع القرار، محذّرًا من التوترات الاجتماعية والاقتصادية داخل إيران، التي قد تتقاطع مع التهديدات الخارجية، وتزيد من حدة الأزمة.

واعتبر إن الحديث عن وجود توتر في العلاقات بين طهران وتل أبيب بشأن المفاوضات النووية مع إيران "قضية طبيعية"، لأن ترامب "يريد تحقيق شعاره السلام بالقوة"، بحسب تعبيره.

وذكر المحلل مطهر نيا أن "إسرائيل على علم بطبيعة كل تفاصيل المفاوضات، لأن واشنطن على تواصل معها، وهناك لقاءات علنية بينهما لمعرفة هذه المفاوضات".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC