logo
العالم

وسط تنافس نفوذ متنام.. ماكرون يبحث عن فرنسا في المحيط الهندي

وسط تنافس نفوذ متنام.. ماكرون يبحث عن فرنسا في المحيط الهندي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) ورئيس مدغشقر أندريه...المصدر: (أ ف ب)
23 أبريل 2025، 4:01 م

يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولته في المحيط الهندي بزيارة رسمية إلى مدغشقر اليوم وغدًا، بعد محطات سابقة في مايوت وريونيون، وتهدف هذه الجولة إلى تأكيد الحضور الفرنسي في منطقة أصبحت موضع تنافس متنام بين القوى الإقليمية.

ووفقًا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، يشارك ماكرون، غدًا الخميس، في القمة الخامسة للجنة المحيط الهندي (COI)، إلى جانب ممثلين عن جزر القمر ومدغشقر وموريشيوس وسيشيل، بالإضافة إلى فرنسا عبر إقليم ريونيون. 

أخبار ذات علاقة

أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جزيرة مايوت

ماكرون في المحيط الهندي.. فرنسا تبحث إحياء "شرعية ما وراء البحار"

 وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن الأمن الغذائي هو الموضوع الرسمي المطروح، إلا أن الخلافات الإقليمية الموروثة من الحقبة الاستعمارية من المتوقع أن تفرض نفسها خلف الكواليس. ومن أبرز هذه الملفات مطلب مدغشقر باستعادة جزر إيباريز، الذي تطالب به منذ استقلالها عام 1960. 

وتتمتع هذه الجزر الصغيرة بموقع استراتيجي في قناة موزمبيق؛ ما يمنح فرنسا وصولًا إلى موارد بحرية مهمة.

ورغم تصنيف هذه الجزر محمية طبيعية عام 2021، إلا أن الحوار بين باريس وأنتاناناريفو ما زال مستمرًا عبر لجنة مشتركة أنشئت عام 2019.

ولا تقتصر التوترات على ذلك؛ إذ تطالب موريشيوس بجزيرة تروملين، المرتبطة تاريخيًا بجزر إيباريز. ورغم توقيع اتفاق إدارة مشتركة عام 2010، إلا أن البرلمان الفرنسي رفض التصديق عليه، ما يعكس حساسية مسألة السيادة.

وأكد تقرير الصحيفة الفرنسية، أن قضية مايوت تبقى الأكثر تعقيدًا، فبعد تصويت سكانها للارتباط بفرنسا في استفتاء عام 1974، تواصل جزر القمر المطالبة بها، ما يعرقل انضمام مايوت إلى اللجنة، مبينًا أنه رغم الجهود الفرنسية بقيادة الوزير المنتدب لشؤون الفرانكوفونية ثاني محمد-صليحي، فإن مقترحات إدماج مايوت رُفضت بسبب الفيتو القمري.

وأردف التقرير، أنه وسط هذه الخلافات، تسعى فرنسا إلى تعزيز دور لجنة المحيط الهندي.

بدورها، تؤكد الرئاسة الفرنسية على أهمية التعاون الإقليمي لدعم أراضيها فيما تسميه "استراتيجية الهندو-باسيفيك"، بدعم من الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية.

وتركز المشاريع المشتركة على الأمن البحري، والتكيف مع التغير المناخي، ومكافحة التهريب، ومراقبة مصائد الأسماك.

أخبار ذات علاقة

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال

"أملنا الأخير".. عائلة صنصال تناشد ماكرون لإطلاق سراحه

وشدد التقرير على أنه مع تصاعد نفوذ الصين والهند في المنطقة، تجد فرنسا نفسها مطالبة بتعزيز تحالفاتها.

وفي هذا السياق، يجري تنفيذ مناورة عسكرية مشتركة تحت اسم "توليب 2025" هذا الأسبوع في ماهاجانغا بمدغشقر بمشاركة 1500 جندي من دول اللجنة، تزامنًا مع تدريبات بحرية ضخمة قادتها الهند.

وخلص التقرير للإشارة إلى أنه في ظل هذا السياق العالمي المتوتر، تسعى فرنسا للحفاظ على نفوذها بالمحيط الهندي، رغم استمرار المطالب الإقليمية المتجذرة منذ العهد الاستعماري.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC