logo
العالم

بفرقاطتين شبحيتين.. الهند تستعرض "عضلاتها البحرية" لردع النفوذ الصيني

بفرقاطتين شبحيتين.. الهند تستعرض "عضلاتها البحرية" لردع النفوذ الصيني
الفرقاطة INS Udaygiri المصدر: وسائل إعلام هندية
15 أغسطس 2025، 1:56 م

من المقرر أن تدخل فرقاطتان هنديتان جديدتان من مشروع "17A"، هما "INS Udaygiri"و"INS Himgiri"، الخدمة رسميًا في 26 أغسطس/ آب الجاري في حفل سيُقام في في ساخاباتنام على الساحل الشرقي للهند.

ويُعدّ هذا التشغيل التوأم حدثًا نادرًا في تاريخ البحرية الهندية، ويشير إلى تصاعد القدرات البحرية للهند في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل التوسع المتسارع للبحرية الصينية في المحيط الهندي.

وبحسب المحللين، فإن الفرقاطتين ليستا مجرد سفينتين إضافيتين، بل تمثلان نقلة نوعية في صناعة الدفاع المحلية، حيث تم بناؤهما في أحواض منفصلة باستخدام أحدث تقنيات الشبحية والقدرات القتالية متعددة الأدوار.

ويشير الباحث أحمد حسني، المتخصص في الشؤون الآسيوية، في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن تشغيل الفرقاطتين يمثل نقطة تحول حاسمة في توازن القوى البحرية في المحيط الهندي، إذ يعزز قدرة الهند على مراقبة وتأمين الممرات الحيوية للملاحة العالمية، ويشكل ردعًا فعالًا للتوسع الصيني البحري المتسارع، مع تعزيز النفوذ الإقليمي للهند.

أخبار ذات علاقة

صاروخ بالستي من طراز "شاهين" خلال عرض يوم باكستان في إسلام آباد

"فاتح 4".. صاروخ باكستاني جديد يُثير قلق الهند وإسرائيل

 

 هدف استراتيجي

يهدف مشروع "17A"، الذي أُقرّ عام 2015 وتبلغ تكلفته نحو 5.1 مليار دولار، إلى بناء سبع فرقاطات تحمل أسماء سلاسل الجبال الهندية، بينها "Nilgiri"و"Himgiri" و"Udaygiri"، لتشكل عمودًا فقريًا للأسطول الهندي الحديث.

وأوضح هارش في. بانت، نائب رئيس الدراسات والسياسة الخارجية في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، إن تشغيل المشروع التوأم لا يعزز الثقة الصناعية فحسب، بل يمثل أيضًا تأكيدًا على القدرة الهندية على إدارة التحديات البحرية بمفردها، وهو ما يشكل رسالة واضحة للعالم حول صعود القوة البحرية الهندية.

من جانبه، قال حسني، إن مشروع "17A" يعكس استراتيجية هندية طموحة لتعزيز الاستقلالية الدفاعية، من خلال بناء فرقاطات متطورة محليًا تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والقدرات القتالية المتعددة، ما يقلل اعتماد الهند على الموردين الخارجيين ويمنحها ميزة تنافسية مقارنة بالدول المجاورة. 

القدرات القتالية: أكثر من مجرد فرقاطات

تتمتع الفرقاطتان بأنظمة دفع هجينة تعمل بالديزل والتوربينات الغازية، مع تحكم متكامل في المراوح، وتشكّل ترسانتها حزمة متقدمة من الأسلحة: صواريخ أرض-أرض تفوق سرعة الصوت، وصواريخ أرض-جو متوسطة المدى، ومدفع 76 ملم، وأنظمة أسلحة قريبة المدى، ومعدات مضادة للغواصات، إلى جانب مروحية عمليات بعيدة المدى.

ويشير أنيل جاي سينغ، ضابط البحرية الهندية السابق، إلى أن تصميم وبناء سبع فرقاطات في حوضين منفصلين يعكس مستوى غير مسبوق من الطموح الهندي في صناعة الدفاع المحلي، ويتيح أسطولًا متينًا قادرًا على المناورة المستقلة والعمليات المشتركة مع حاملات الطائرات.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الهندي والصيني

معادلة معقدة.. هل الصين والهند على حافة انفجار جيوسياسي جديد؟

تأتي هذه الخطوة في وقت تتجاوز فيه البحرية الصينية 50 فرقاطة، وتوسّع نطاق نشاطها إلى المحيط الهندي عبر سفن بحثية ومهام محيطية قد تكون لها تطبيقات عسكرية. ومع ذلك، يرى خبراء أن الهند قادرة على مواجهة هذه التهديدات دون المساس بأمن مياهها الإقليمية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين الجيش والبحرية والقوات الجوية.

من جانبه أكد دونغكيون لي، زميل سياسي في شبكة القيادة في آسيا والمحيط الهادئ، أن الفرقاطات الهندية الجديدة ستكون أصولًا استراتيجية مضادة للطائرات ومناسبة للانتشار الخارجي، بما يعزز نفوذ الهند في المحيط الهندي ويمثل رادعًا متزايدًا أمام توسع الصين البحري.

 رمز القوة والسيادة

وزارة الدفاع الهندية وصفت تشغيل الفرقاطات بأنه انتصار لمبادرة "صنع في الهند"، مشددة على أن السفن صُممت وبُنيت وأُشغلت بأيدي هندية، ما يعكس قدرة نيودلهي على توليد قوة بحرية ذاتية ومتكاملة.

ويشير بانت إلى أن هذا الإنجاز ليس مجرد إضافة أسطولية، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا يؤكد أولوية المحيط الهندي للأمن الهندي، ويضمن أن تصبح القدرات البحرية الناشئة عنصرًا أساسيًا في المشهد الاستراتيجي للمنطقة.

عام حافل بالإضافات البحرية

يأتي تشغيل الفرقاطتين بعد انضمام مدمرة "INS Surat"، وغواصة "INS Vaghsheer"، وزورق "INS Arnala"، وسفينة دعم الغوص "INS Nistar"، ليشكّل تجديدًا جيليًا للأسطول الهندي.

ويؤكد الخبراء أن هذه الإضافات مجتمعة تمنح الهند قدرة على التعامل مع التهديدات التقليدية وغير التقليدية، مع الحفاظ على قدرة بحرية شاملة لمواجهة منافسين أقوياء مثل الصين.

ويؤكد الباحث أحمد حسني، المتخصص في الشؤون الآسيوية، أن هذه الإضافات البحرية تمثل تحولًا استراتيجيًا جوهريًا في نهج الهند الأمني بالمنطقة، حيث تتخطى الخطوات التكتيكية المؤقتة لبناء قوة بحرية مستدامة قادرة على حماية المصالح الهندية في المحيط الهندي، وتضع الهند كلاعب رئيس في ديناميات الأمن الإقليمي أمام التحديات الصينية المتصاعدة.

أخبار ذات علاقة

مودي وشي وترامب

"تكتيك حذر".. هل يُجبر ترامب الهند والصين على "زواج مصلحة"؟

 

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC