شاركت شركة الطاقة الذرية الحكومية الروسية، روساتوم، في أسبوع الطاقة الأفريقي 2025 (AEW 2025) في جنوب أفريقيا أوائل أكتوبر 2025، حيث تواصلت مع خبراء الطاقة الأفارقة ورجال الأعمال والسياسيين حول اعتماد محطات الطاقة النووية العائمة.
وأكدت الشركة التزامها الدائم ببناء شراكات طويلة الأمد وتقديم حلول فعالة للطاقة في جميع أنحاء القارة، بحسب موقع "يوراسيا روفيو".
وتشير دراسة استقصائية حديثة إلى اهتمام متزايد من الدول الأفريقية بالطاقة النووية، بما في ذلك التقنيات المتقدمة مثل وحدات الطاقة العائمة الروسية.
ويرى القادة أن الطاقة النووية حل لأزمة الطاقة المستمرة التي تمثل تحديًا للتنمية في ظل التغير العالمي، معتبرين أنها وسيلة لتحقيق كهربة كاملة للدول الأفريقية ورفع مستوى معيشة شعوبها.
وأكد المدير العام لشركة روساتوم، أ. إي. ليخاتشوف، استعداد روسيا لتقديم تقنيتها النووية، وتدريب المتخصصين، وإنشاء مرافق بحثية للدول الأفريقية، مستندًا إلى الضمان الأخير الذي قدمه فلاديمير بوتين في يوليو 2023 بشأن تنفيذ مشاريع جديدة تعود بالمنفعة المتبادلة، وتوفر لأفريقيا طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة وصديقة للبيئة.
كشف أليكسي ليخاتشوف أن روسيا تشارك حاليًّا في تطوير نحو 30 مشروعًا للطاقة في 16 دولة أفريقية، مقدمًا مجموعة واسعة من الخدمات بدءًا من تصميم وتوريد المعدات، وصولًا إلى تحديث وبناء محطات توليد جديدة بنظام تسليم المفتاح.
وأشار كيلفن كيم، الفيزيائي النووي والرئيس السابق لمؤسسة الطاقة النووية في جنوب أفريقيا، إلى أن التوجه نحو الطاقة النووية في الدول الأفريقية يتسارع، مع التركيز على المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة باعتبارها طريقًا نحو الازدهار.
وأضاف فلاديمير أبتكاريف، نائب المدير العام لحلول الطاقة العائمة في روساتوم للهندسة الميكانيكية، أن الطاقة النووية ليست مجرد مورد للطاقة، بل هي محرك للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتوسيع الفرص الاقتصادية، وخلق فرص عمل، وتقليل الكربون.
وأكد أن مفاوضات جوهرية جرت مع عدد من الدول الأفريقية بشأن إمداد الكهرباء من وحدات الطاقة العائمة، خلال الاجتماع الذي ضم أكثر من 5000 ممثل من الحكومات ومجتمعات الاستثمار وخبراء قطاع الطاقة، لتعزيز الحوار حول إستراتيجيات مبتكرة لضمان أمن الطاقة وتحقيق نمو مستدام.
كما سلط كيريل كوماروف، النائب الأول للمدير العام للتنمية المؤسسية والأعمال الدولية في روساتوم، الضوء على تحديات القطاع، بما في ذلك تطوير البنية التحتية والبيئات التنظيمية وآليات التمويل، مؤكدًا أن حلول الطاقة المزدهرة في أفريقيا تحتاج إلى تعاون راسخ وطويل الأمد، مستشهدًا بتجربة مصر كنموذج على أن التكنولوجيا النووية، مع الاستثمار في رأس المال البشري والبنية التحتية، تعزز أمن الطاقة الوطني وتدفع عجلة التنمية المستدامة.
أسهم فلاديمير أبتكاريف في قمة الطاقة الروسية الأفريقية التي استكشفت التعاون الإستراتيجي بين روسيا والدول الأفريقية في قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية، مع التركيز على فرص نقل التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية وتعميق العلاقات الاقتصادية، ولا سيما مع الطلب المتزايد على الطاقة وأهمية الحلول الموثوقة والمستدامة.
وجاء حضور روساتوم في أسبوع الطاقة النووية العالمي 2025 متزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الصناعة النووية الروسية، وهو إنجاز يُخلّد ثمانية عقود من التميز التكنولوجي والابتكار في مجال الطاقة النووية.
وقد أُقيم هذا الاحتفال خلال الأسبوع الذري العالمي في موسكو من الـ25 إلى الـ28 سبتمبر 2025، وجمع رواد الصناعة والتزامهم بتعزيز التعاون الدولي ودعم تطوير تقنيات نووية آمنة وموثوقة في جميع أنحاء العالم.
ويُعد أسبوع الطاقة الأفريقي (AEW) منتدى سنويًّا يجمع قادة الطاقة في أفريقيا والمستثمرين العالميين وكبار المسؤولين التنفيذيين، ويتيح من خلال برنامج مكثف يمتد لأربعة أيام مناقشات استشرافية لتحديد مستقبل قطاع الطاقة في القارة.
ويهدف إلى القضاء على عجز الكهرباء في أفريقيا بحلول عام 2030، مع جلسات نقاشية للخبراء ومنتديات للمستثمرين وقمم للصناعة وجلسات تحويلية لرسم مسار مستدام للطاقة.
ويؤكد التقرير أن روساتوم وشركاتها التابعة تلعب دورًا محوريًّا في هذه المبادرات العالمية، مضيفة خبرتها والتزامها ببناء شراكات قوية ومستدامة لدعم أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الأفريقية.