يواصل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تشكيل واحدة من أكثر الوزارات غير التقليدية الخطرة، وربما من الصعب اعتمادها، في التاريخ الأمريكي الحديث.
وبحسب تحليل لصحيفة "واشنطن بوست"، يمكن للعديد من الاختيارات لمناصب قوية للغاية؛ كينيدي للصحة، هيغسيث للدفاع، غابرد للمخابرات، غيتز كمدعٍ عام، أن تختبر حتى استعداد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للتوقيع، وهو الوضع الذي قد يُغري ترامب بمحاولة الالتفاف حول عملية التثبيت في مجلس الشيوخ.
وذهبت الصحيفة إلى أن نجاح بعض اختيارات ترامب في اجتياز تصويت مجلس الشيوخ، الذي يملك فيه الجمهوريون أغلبية 53 صوتا، تُعد صعبة للغاية؛ لأن تصويت الديمقراطيين بشكل كامل مع 4 أصوات من الجمهوريين فقط يعني الفشل في تمرير تعيين أيٍّ من كينيدي أو هيجسيث أو جابارد أو غيتز الذين تحوم حول ملفاتهم الكثير من علامات الاستفهام؛ من حيث الخبرة والسيرة الشخصية والجنائية.
روبرت ف. كينيدي جونيور
فروبرت كينيدي جونيور، على سبيل المثال، في ملفه العديد من الأسباب المتعلقة بالسياسة، التي قد تجعل بعض الجمهوريين يرفضونه. إذ يتضمن ذلك تاريخه الحافل بالادعاءات الكاذبة والتآمرية، خاصة فيما يتعلق باللقاحات. وفي الآونة الأخيرة، ذكرت صحيفة "بلوارك" أن كينيدي أشار إلى أنه ربما تم التخطيط لوباء كوفيد.
ويتضمن ذلك أيضًا حقيقة أن كينيدي، وهو ديمقراطي منذ فترة طويلة، يدعم حقوق الإجهاض. ثم هناك مقترحاته المختلفة، بما في ذلك إيقاف تطوير الأدوية وأبحاث الأمراض المعدية في المعاهد الوطنية للصحة لمدة ثماني سنوات.
ويُضاف إلى ذلك إشارته الدائمة إلى الهياكل العظمية التي يحتفظ بها، ما يُعطي انطباعا عن أسلوب حياته الفوضوي.
بيت هيغسيث
كما يُعد اختيار بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع أول اختيارات ترامب المفاجئة وغير المطمئنة. حيث إنه لا يمتلك الخبرة الكافية للإشراف على ملايين الأشخاص في البنتاغون، وهو دور ضخم، له آثار كبيرة على الأمن القومي، يُمكن أن يُسبّب قلقًا حقيقيًا لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.
وبالإضافة إلى قيامه بدفع أموال لامرأة اتهمته بالاعتداء الجنسي عام 2017 وجعلها توقع على اتفاقية عدم إفشاء، انتهى زواج هيغسيث الأول باعترافه بالخيانة، وأنجب طفلا من علاقة خارج نطاق الزواج خلال زواجه الثاني، في عام 2017. وفي الشهر التالي، تقدمت زوجته الثانية بطلب الطلاق.
تولسي غابرد
وتابعت الصحيفة بأنه في حين أن اختيار تولسي غابرد لمنصب مدير المخابرات الوطنية لم يلق القدر نفسه من التغطية أو التعليقات المتشككة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري مثل هؤلاء المختارين الآخرين، لكن دورها المحدد، كمديرة للمخابرات الوطنية، هو الدور الذي يناقشه أعضاء مجلس الشيوخ بشكل عام، وقد تكون تعليقاتها المتعاطفة مع الرجال الأقوياء الأجانب قضية رئيسية.
إذ دافعت جابارد عن الأسباب المُعلنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا، وأدلت بتعليقات تردد دعاية الكرملين التي نالت الثناء من وسائل الإعلام الحكومية الروسية، والتقت بشكل غامض مع الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2017.
مات غيتز
وأكدت الصحيفة أن اختيار مات غيتز كمدعٍ عام سيحتلّ المركز الأول في النقاش؛ حيث أعرب عدد أكبر من الجمهوريين عن قلقهم أو حكمهم المتحفّظ بشأنه أكثر من أي مرشح آخر.
وتُعد السيرة الشخصية لغيتز المحور الأكثر إشكالية، حيث تم التحقيق معه من قبل وزارة العدل ولجنة الأخلاقيات بمجلس النواب، ويقول محامي امرأتين إنهما شهدتا بأنه دفع لهما مقابل ممارسة الجنس.
ويقول المحامي أيضًا إن إحدى الامرأتين شاهدته يمارس الجنس مع صديق كان يبلغ من العمر آنذاك 17 عامًا في إحدى الحفلات.
وخلصت الصحيفة إلى أن السؤال المطروح يبقى حول مدى رغبة أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في الاستمرار بدعم اختيارات ترامب رغم نفورهم ومخاوفهم من قبول بعضها.