20 شاحنة مساعدات إماراتية تجتاز البوابة الجانبية لمعبر رفح تمهيدا لإدخالها قطاع غزة

logo
العالم

اعتراف ومصالح استراتيجية.. ماذا تريد الهند من سوريا؟

اعتراف ومصالح استراتيجية.. ماذا تريد الهند من سوريا؟
سورية ترفع علم بلدهاالمصدر: منصة إكس
11 أغسطس 2025، 1:42 م

انضمت الهند مؤخراً إلى قائمة الدول التي اعترفت بالقيادة المؤقتة في سوريا، كما أرسلت إلى دمشق أول وفد رسمي بهدف فهم خطط الحكومة الجديدة وأولوياتها.

والتقى سوريش كومار، السكرتير المشترك في وزارة الشؤون الخارجية الهندية، كبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مؤكداً اهتمام نيودلهي بالحفاظ على علاقات قوية، بغض النظر عن التحولات السياسية الداخلية في دمشق.

ومن بين القضايا الأخرى، ركزت الاجتماعات على تعزيز التعاون الصحي والتعاون الفني والتعليمي، ووضع الأساس للمساعدات الإنسانية وجهود إعادة الإعمار المستقبلية.

ووفق تقرير لقناة "دويتشه فيله" الألمانية، فإن اندفاع الهند نحو سوريا الجديدة يهدف إلى اللحاق بمشاريع إعادة الإعمار المرتقبة، فضلاً عن طموح نيودلهي بأن تكون دمشق ممراً اقتصادياً، دون إغفال قيمتها الاستراتيجية في وقوعها بين تركيا وإسرائيل.

ويقول مدثر كومار، الأستاذ المشارك في مركز دراسات غرب آسيا بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إن التواصل الهندي "يعزز صورتها كقوة غير منحازة مستعدة للتعامل مع أنظمة متنوعة لتعزيز الاستقرار".

أخبار ذات علاقة

أبرز ملامح الإعلان الدستوري لسوريا الجديدة (إنفوغراف)

أبرز ملامح الإعلان الدستوري لسوريا الجديدة (إنفوغراف)

  ويعتقد كومار أن وجود سوريا بين تركيا وإسرائيل "يجعلها ذات أهمية استراتيجية للمصالح الإقليمية للهند"، مشيراً إلى أن نيودلهي تريد أن تضع قدماً في مستقبل البلاد، خصوصاً فيما يتعلق بالطاقة والعوامل الاقتصادية والاستراتيجية.

مصالح استراتيجية

ويضمن استقرار سوريا طرق التجارة الآمنة وممرات الطاقة الحيوية للاقتصاد الهندي، وفق كومار، وهو ما تؤكده أيضاً شانتي مارييت ديسوزا، المديرة التنفيذية لمنتدى مانترايا البحثي المستقل، التي ترى أن لنيودلهي مصالح استراتيجية متعددة في دمشق.

وترى ديسوزا أن النظام الجديد في سوريا لا يزال يواجه الكثير من عدم الاستقرار، وأي مساعدة في شكل إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية ستكون موضع ترحيب من قبله، إضافة إلى التعاون الأمني لمنع البلاد من أن تكون ملاذاً للجماعات المتطرفة.

وتريد الهند من خلال إقامة علاقات مبكرة مع سوريا ما بعد نظام الأسد حماية مصالحها وتقليل خطر "الفراغ الاستراتيجي" الذي يمكن أن يستغله آخرون، وفق تقرير "دويتشه فيلة".

ومنذ سقوط نظام الأسد، أخذت دول عديدة الواقع السوري الجديد في الحسبان في سياساتها، بما في ذلك تلك التي حافظت على علاقاتها مع النظام السابق، وأخرى سعت إلى إسقاطه. وقد استرشدت العديد منها بمصالحها الجوهرية المتمثلة في الاستقرار والنفوذ والأمن الإقليمي.

وتمثل الزيارة اعترافاً من جانب الهند بأن حقبة الأسد في سوريا قد انتهت، وأنها بحاجة إلى إعادة صياغة سياسة التعامل مع النظام الجديد، الذي يمثل مركز قوة جديداً.

وتشير ديسوزا إلى أن التواصل الهندي الأخير مع القيادة المؤقتة في سوريا يشبه "التحول البراغماتي" الذي شهدته نيودلهي في أفغانستان، حيث عززت تواصلها مع حكام طالبان بعد عقدين من دعم الحكومة الجمهورية السابقة.

هل يُفتح الباب؟

يشير مسؤولون في وزارة الشؤون الخارجية الهندية إلى أن قرار الهند بالإبقاء على سفارتها في دمشق طوال الحرب الأهلية السورية، حتى مع تقليص عدد الموظفين، أظهر تفكيرها الاستراتيجي الطويل الأمد.

أخبار ذات علاقة

هاكان فيدان

بين أنقرة وتل أبيب.. "سباق خفي" على رسم حدود سوريا الجديدة

ويقول أنيل تريجونايات، الدبلوماسي الهندي السابق، إن نيودلهي لطالما كانت لها علاقات جيدة مع سوريا وشعبها، حتى في سياق تاريخي وحضاري، كما دعمت الحل الذي تقوده دمشق الجديدة من خلال الحوار والدبلوماسية.

ويضيف تريجونايات، بصفته رئيس مجموعة خبراء غرب آسيا في مؤسسة فيفيكاناندا الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها نيودلهي، أن علاقات الهند مع سوريا "هي جزء من علاقة ثنائية مثل أي علاقة أخرى تسعى إليها".

وفي إشارة إلى الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، يرى تريجونايات أنه أظهر ذكاء في التعامل مع مختلف القوى العالمية، بما في ذلك الهند والدول العربية والغربية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC