logo
العالم

أزمة بيئية أم إنذار.. "قناديل البحر" توقف 4 مفاعلات نووية في فرنسا

أزمة بيئية أم إنذار.. "قناديل البحر" توقف 4 مفاعلات نووية في فرنسا
قناديل البحر تهاجم إحدى التمديدات المصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
24 أغسطس 2025، 11:42 ص

شهدت فرنسا حادثة غير مألوفة بعد أن أدى اجتياح أعداد هائلة من قناديل البحر إلى شل أربعة مفاعلات في محطة غرافيلين النووية، الواقعة شمال البلاد على ساحل بحر الشمال. 

وأعلنت شركة الكهرباء الفرنسية "إي دي إف" (EDF) أن التوقفات حدثت نتيجة "وجود كثيف وغير متوقع لقناديل البحر" التي انسدت في أنظمة التبريد، وفق ما نقلت مجلة "بوليتيكو" الفرنسية.

أخبار ذات علاقة

إيمانويل ماكرون

فرنسا.. وزير الداخلية ريتايو يهز استقرار الحكومة والخلافات الداخلية تتفاقم

وأوضحت الشركة أن ثلاثة مفاعلات توقفت تلقائيًا عن العمل، بينما أُغلق مفاعل رابع من أصل ستة مفاعلات في المحطة، وبقي اثنان فقط في الخدمة، يخضعان لصيانة دورية.

تبلغ القدرة الإنتاجية لكل مفاعل نحو 5.4 غيغاواط، ما يجعل غرافيلين واحدة من أكبر المحطات النووية في أوروبا.

لا تهديد مباشرا للسلامة

وطمأنت "إي دي إف" الرأي العام بأن الحادثة لم تشكل أي خطر على سلامة المنشأة أو العاملين أو البيئة المحيطة.

وأشارت إلى أن المشكلة اقتصرت على "الجزء غير النووي" من المحطة، وتحديدًا في مرشحات محطات الضخ التي تضخ المياه من القناة المتصلة ببحر الشمال لتبريد المفاعلات. 

وتقع محطة غرافلين النووية على ساحل بحر الشمال، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا الغربية من حيث عدد المفاعلات وقدرة الإنتاج. تحتوي على ستة مفاعلات مائية مضغوطة، ينتج كل منها 900 ميغاواط. تغطي هذه الطاقة 60 إلى 70٪ من الاحتياجات الكهربائية السنوية لمنطقة أوت-دو-فرانس.

خلفية بيئية مقلقة

يربط خبراء البيئة تزايد أعداد قناديل البحر في السواحل الفرنسية بعدة عوامل، أبرزها ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب التغير المناخي، إضافة إلى تغيّر مستويات الملوحة والصيد الجائر الذي أدى إلى تراجع أعداد الكائنات البحرية المفترسة لهذه القناديل، مثل السلاحف البحرية وبعض أنواع الأسماك.

وسُجلت خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في ظهور هذه الكائنات على الشواطئ المحيطة بالمحطة النووية.

ورغم أن الحادثة لم تسفر عن أضرار مباشرة، إلا أنها تعكس هشاشة البنية التحتية الطاقية أمام تغيرات البيئة البحرية.

ويرى بعض المراقبين أن ما حدث قد يكون "إنذارًا مبكرًا" يفرض على السلطات الفرنسية وشركة "إي دي إف" البحث عن حلول مبتكرة لضمان استقرار محطات التبريد النووية، خاصة مع توقعات باستمرار ارتفاع حرارة البحار في العقود المقبلة.

3 أنواع مسؤولة عن الأزمة

يشير خبراء إلى ثلاثة أنواع محتملة وراء الحادث: القنديل القمري الآسيوي، وهو نوع غازي استقر في بحر الشمال منذ 2018؛ القنديل "القرنبيط" المحلي الذي يكثر ظهوره في أغسطس؛ إضافة إلى "عنب البحر"، وهو كتينوفور صغير قادر رغم حجمه على سد أنظمة التبريد إذا تكاثر بكثافة.

ورغم أن تزايد القناديل في الصيف أمر طبيعي، إلا أن هذا العام شهد كثافة أكبر على الشواطئ الأوروبية. العوامل وراء ذلك تشمل ارتفاع حرارة المياه، الصيد الجائر الذي قلّص أعداد الأسماك المفترسة، والرياح التي دفعت القناديل نحو الساحل. هذه الظروف مجتمعة وفرت بيئة ملائمة لتكاثرها واقترابها من المحطات الساحلية.

ويرى علماء البحار أن هذه الكائنات القديمة، التي نجت من الانقراضات الكبرى، صارت مؤشراً حساساً على التغيرات البيئية التي يسببها الإنسان.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC