"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال

logo
العالم

فرنسا.. وزير الداخلية ريتايو يهز استقرار الحكومة والخلافات الداخلية تتفاقم

فرنسا.. وزير الداخلية ريتايو يهز استقرار الحكومة والخلافات الداخلية تتفاقم
إيمانويل ماكرونالمصدر: رويترز
24 أغسطس 2025، 10:40 ص

تتواصل الخلافات داخل المعسكر الحاكم في فرنسا، حيث يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون بدعم من وزير العدل جيرالد دارمانان، إلى تشكيل حكومة جديدة تستبعد وزير الداخلية برونو ريتايو، بعد تصريحات نارية هاجم فيها نهج "الماكرونية".

ووفقًا لمجلة "لكسبريس" الفرنسية، استقبل ماكرون مؤخرا في مقر إجازته الصيفية ببرجانسون ، جنوب البلاد، دارمانان، حيث ناقشا بعيدًا عن الأضواء إمكانية تشكيل حكومة جديدة دون برونو ريتايو.

أخبار ذات علاقة

حراك سبتمبر ينذر بعودة احتجاجات السترات الصفراء

فرنسا.. اليمين المتطرف يتنصّل من "حراك سبتمبر"

اللقاء السري جاء في ظل أجواء متوترة منذ تصريحات ريتايو في مقابلة مع صحيفة فالور أكتويل بتاريخ 22 يوليو، حين قال بوضوح: "الماكرونية ستنتهي مع ماكرون، بكل بساطة"، مضيفًا بنبرة حاسمة: "أنا لا أؤمن بـ"في آنٍ واحد" لأنه يغذي العجز"، في إشارة إلى الشعار غير الرسمي للماكرونية.

تصريحات فجّرت أزمة داخل الحكومة

هذه الكلمات أثارت موجة غضب داخل الحكومة، خاصة لدى شخصيات بارزة مثل وزيرة التعليم إليزابيث بورن، ووزير الصناعة والطاقة مارك فيرّاتشي، ووزيرة المساواة بين النساء والرجال أورور بيرجي.

كما جرى تأجيل لقاء كان من المقرر أن يجمع بين ريتايو والرئيس الفرنسي في الإليزيه، في ظل أجواء توتر واضحة بعد التصريحات الأخيرة.

ورغم مرور أسابيع على تصريحات وزير الداخلية، لا يبدو أن الرئيس ماكرون قد تجاوز غضبه. وبحسب مصادر مقربة من الإليزيه، فإن دارمانان يدرك جيدًا ما يريده الرئيس، وما يريده الآن هو "ألا يرى ريتايو مجددًا".

دارمانان يطمح لرئاسة الحكومة

الوزير نفسه يطمح بدوره إلى رئاسة الحكومة المقبلة، في ظل تراجع موقع فرانسوا بايرو وتزايد الحديث عن احتمال حجب الثقة. هذا السيناريو قد يفتح الباب أمام دارمانان لتولي رئاسة الوزراء وتشكيل فريق وزاري جديد يخلو من ريتايو.

ومن اللافت أن الرئيس ماكرون منح دارمانان امتياز لقاء خاص في برجانسون، وهو ما اعتبر مؤشرًا على قربه منه واعتماده عليه.

رسائل مبطنة في مجلس الوزراء

الخلاف تفجّر مجددًا خلال اجتماع مجلس الوزراء في 23 يوليو، حيث حاول ماكرون توجيه نقد مبطن لوزير الداخلية، قائلًا إن "المبالغة في التبسيط تؤدي دائمًا إلى اتباع شخص أكثر بساطة"، في إشارة واضحة لريتايو.

الرئيس دعا الوزراء إلى التضامن والعمل الجماعي بدل السعي وراء مسارات فردية. لكن مقربين من ريتايو أكدوا أن الأخير "لم يعتبر هذه الملاحظات موجهة إليه شخصيًا".

ومع ذلك، يبدو أن العلاقة بين الرجلين دخلت مرحلة القطيعة، وأن استبعاد وزير الداخلية من الحكومة بات احتمالًا جديًا في ظل التحركات الجارية داخل الكواليس.

أزمة الماكرونية ومستقبلها

يأتي هذا في ظل خضم إعادة تشكيل المشهد الحزبي الفرنسي، وطرح تساؤلات جدّية حول مصير إرث ماكرون السياسي، مع اقتراب نهاية ولايته الثانية.

ويقول المحلل السياسي لوك جرا: "الماكرونية وُلدت على خلفية وعد بتأسيس عالم سياسي جديد، لكنها تحولت بسرعة إلى قوقعة فارغة". وبعد نحو عشر سنوات على انطلاقتها، يرى جرا أن الماكرونية تبدو اليوم وكأنها مجرد استثناء مؤقت في مسار الجمهورية الخامسة، أكثر من كونها ثورة سياسية مستدامة.

وحتى الآن، لا يبدو أن هناك وريثًا واضحًا لهذا المسار. رئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب، والوزير الحالي جابرييل أتال، استفادا من الماكرونية للوصول إلى مواقع النفوذ. لكن كليهما، كما يرى جرا، سيعود إلى جذوره الفكرية في عام 2027: فيليب نحو اليمين الأورلياني وأتال نحو اليسار الاجتماعي الديمقراطي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC