كشفت الهجمات الأخيرة التي استهدفت تخريب أنابيب لنقل النفط في شمال شرق النيجر، حجم التحديات الأمنية التي تواجه السلطة العسكرية الحاكمة بقيادة الجنرال عبد الرحمن تياني، حيث تقف خلفها مجموعات مسلحة تطالب بإعادة الرئيس المدني المعزول محمد بازوم إلى السلطة.
وبحسب تقرير لمجلة "جون آفريك"، تبرز الحركة الوطنية لتحرير شعب النيجر بقيادة موسى كوناي، والتي تأسست في أغسطس/آب 2024، كقوة متزايدة النفوذ في شمال شرق البلاد، تركز عملياتها على استهداف عائدات النفط، حيث أعلنت في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، مسؤوليتها عن تخريب خط الأنابيب الذي ينقل النفط من شمال شرق النيجر إلى ميناء سيمي-كبودجي في بنيني.
وقال قائد المجموعة موسى كوناي، إن الهجوم الذي نُفذ بالقرب من أغاديم في منطقة ديفا، رسالة "تهديد لجميع الشركات والمؤسسات التجارية المتعاونة مع نظام الانقلاب"ً، مطالبًا بـ"وقف أنشطة التعدين والنفط حتى عودة النظام الدستوري إلى البلاد"، وفق تعبيره.
وتنقل المجلة، عن مراقبين قولهم إن التصعيد الحالي جاء بعد عدة "تحذيرات" وجهتها حركة تحرير شعب النيجر للمجلس العسكري الحاكم في النيجر، حيث أعلنت الحركة في مطلع سبتمبر مسؤوليتها عن هجوم قاتل على القوات المسلحة النيجيرية في شيرفا، قرب دجادو، في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، على الحدود مع الجزائر وليبيا.
ولاحقا أكدت الجماعة المسلحة أنها قتلت 16 جنديًا نيجريًا، وهي عمليات يبدو أن هدفها إرباك السلطان في نيامي، خاصة وأن الحركة تدرك أن مطلبها بعودة النظام الدستوري في النيجر، غير واقعية، بحسب تقرير "جون آفريك".
وعلى مدار العامين الماضيين، ظهرت عدة حركات مسلحة معارضة لحكم تياني العسكري، وتؤكد دعمها للرئيس المعتقل محمد بازوم، وتطالب بالإفراج عنه والعودة إلى النظام الدستوري، وأبرزها الجبهة الشعبية لتحرير النيجر، التي انبثقت منها حركة تحرير شعب النيجر.
وتشير "جون أفريك"، إلى أن هذه الحركات المسلحة، التي تدّعي الدفاع عن مطلب واحد وهو الإفراج عن الرئيس المعزول بازوم، لم تنجح بعد في التوحد؛ بل على العكس تمامًا تبدو مشتتة وكل واحدة منها تشن هجمات منفردة وخاطفة.
يقول عمر لول أرامي، المنسق السابق للجبهة الشعبية لتحرير النيجر في أوروبا: "كلٌّ منها يدافع عن قائده وشبكته ونفوذه المجتمعي. والنتيجة هي أنه باستثناء العمليات المنعزلة، لا توجد استراتيجية موحدة".
يذكر أن الحركة الوطنية لتحرير شعب النيجر، يقودها موسى كوناي، قائد متمرد خبير بالصحراء، وقد انبثقت حركته من انقسام داخل جبهة التحرير الوطني، التي أسسها محمود صلاح عام 2023.
يقود موسى كوناي مجموعة تتألف في معظمها من مقاتلين من التبو؛ وبالتالي فهو يستفيد من علاقات محلية قوية في منطقة حدودية تمتد على طول تشاد وليبيا والنيجر، وفق "جون آفريك".