وافق المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، على طلب استقالة قدّمه المقرب منه كاظم صديقي، إمام جمعة طهران المؤقت، وذلك بعد فضائح فساد طالت عائلته.
وبرّر كاظم صديقي طلب إعفائه من مسؤولياته الدينية، برغبته في "التركيز على الأعمال العلمية والتدريسية والتبليغية"، على ما ذكرته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، التي أكدت أن خامنئي وافق على طلب الاستقالة
وفي رسالة رسمية، عبّر خامنئي عن تقديره لجهود صديقي خلال 17 عامًا من خُطب الجمعة، مشيداً بما وصفه بـ”الخطابات المفيدة والمؤثرة في الدفاع عن النظام الإسلامي".
وتأتي استقالة كاظم صديقي، بعد أن أُلقي القبض، مؤخرًا، على اثنين من أبنائه ووزوجة أحدهما في إطار قضية فساد مالي كبيرة، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والسياسية.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، عن توقيف اثنين من أبناء كاظم صديقي، بتهم تتعلق بالفساد المالي والتواطؤ، على خلفية الاستيلاء على أرض ثمينة تعود لحوزة دينية كان صديقي يشرف عليها.
وأظهرت وثائق أن الأرض البالغة مساحتها 4200 متر مربع بيعت بثمن بخس عبر شركة عائلية مسجلة باسم صديقي ونجليه، بمشاركة مسؤولين سابقين في بلدية طهران، كما يمتلك أبناؤه حصصًا في شركات تعمل بمجالات المعادن والفندقة.
وتحوّل ملف صديقي وأسرته إلى واحدة من أكثر قضايا الفساد حساسية بين عائلات الشخصيات الدينية في إيران، ما طرح تساؤلات جدية حول العلاقة بين المنبر الديني ومراكز النفوذ المالي والسياسي.
ويرى مراقبون أن تورط عائلة أحد أبرز رجال الدين في قضايا فساد قد ألحق ضرراً بالغاً بصورة النظام ومصداقيته، خاصة في أوساط قاعدته الاجتماعية والدينية.
وقبل تقديم الاستقالة واصل "صديقي" خطب الجمعة دون التطرق إلى القضية، مكتفياً بالدعوة لعدم "فضح بعضنا بعضاً"، مما أثار انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والدينية.