أعلن جهازان معنيان بمكافحة الفساد في أوكرانيا، اليوم السبت، عن كشف مخطط كبير للكسب غير المشروع يتعلق بشراء طائرات مسيّرة عسكرية وأنظمة تشويش على الإشارات بأسعار مبالغ فيها، وذلك بعد يومين من استعادة الجهازين استقلاليتهما عقب احتجاجات حاشدة.
وكان البرلمان الأوكراني قد أعاد، يوم الخميس، الاستقلال القانوني لجهازي التحقيق والادعاء المختصين بمكافحة الفساد في أوكرانيا (NABU وSAPO)، بعد أن أثار قرار سابق بتقويض استقلاليتهما موجة من الاحتجاجات هي الأوسع منذ بدء الحرب الروسية عام 2022.
وأوضح الجهازان، في بيان مشترك نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن نائباً في البرلمان، واثنين من المسؤولين المحليين، وعدداً غير محدد من أفراد الحرس الوطني، قد تلقوا رشًى؛ ولم يُكشف عن أسماء المتهمين.
وأضاف البيان أن "جوهر المخطط تمثّل في توقيع عقود حكومية مع شركات توريد بأسعار مبالغ فيها عمداً"، مشيراً إلى أن الجناة حصلوا على رشًى تصل إلى 30% من قيمة العقود؛ كما أكد البيان إلقاء القبض على 4 أشخاص حتى الآن، بحسب "رويترز".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر حسابه على "إكس"، "لا يمكن أن يكون هناك أي تسامح مع الفساد؛ هناك عمل جماعي واضح يهدف إلى فضح الفساد، وهو ما سيقود إلى صدور أحكام قضائية عادلة" وفق تعبيره.
وفي خطوة سياسية نادرة، اضطر زيلينسكي، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة في زمن الحرب ولا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير، إلى التراجع عن قراره السابق بضم الجهازين تحت سلطة المدعي العام، وذلك بعد خروج أول احتجاجات جماهيرية منذ اندلاع الحرب.
وقال زيلينسكي إنه استمع لغضب الشارع، وقدّم مشروع قانون لإعادة استقلالية الجهازين، تم إقراره في البرلمان، الخميس.
وعقب اجتماعه اليوم مع قيادات الجهازين، الذين أطلعوه على نتائج التحقيق، كتب زيلينسكي: "من المهم أن تعمل مؤسسات مكافحة الفساد بشكل مستقل. القانون الذي أُقرّ يوم الخميس يضمن لها كل الفرص لمحاربة الفساد بفعالية".