المفوضية الأوروبية: نشهد تقدما حقيقيا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة

logo
العالم

ترامب ومادورو.. هل تتكرر "دبلوماسية كيم" في أمريكا اللاتينية؟

دونالد ترامب وكيم جونغ أونالمصدر: غيتي إيمجز

أثارت الأنباء حول سعي الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب إلى ترتيب محادثة مباشرة مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، في خضم الأزمة المتصاعدة بين الجانبين، اهتماماً واسعاً، خاصة مع مقارنتها بما يعرف بـ"دبلوماسية كيم" التي اتبعتها واشنطن مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لفتح قنوات تفاهم في الملفات الشائكة.

"دبلوماسية كيم"

وأكد خبراء في العلاقات الدولية والشؤون اللاتينية أنّ لجوء ترامب إلى التعامل مع مادورو بنهج مشابه لـ"دبلوماسية كيم" يبقى احتمالاً قائماً، رغم التباين الجغرافي بين كوريا الشمالية الواقعة قبالة السواحل الغربية للولايات المتحدة، وفنزويلا التي تعدّ جزءاً من المجال الحيوي الأمريكي في أمريكا الجنوبية. 

ورأى الخبراء أنّ الأهمية الإستراتيجية لفنزويلا، مقارنة بكوريا الشمالية، قد تجعل هذا الأسلوب أكثر حساسية وتأثيراً في حسابات واشنطن.

ويؤكد الباحث في الشؤون اللاتينية، علي فرحات، أنّ ما يجري، اليوم، يشبه، إلى حدّ كبير، سيناريو العام 2019، حين حشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى، قوات عسكرية أمريكية في منطقة الكاريبي، في وقت كان يسعى فيه إلى فتح قناة حوار مباشرة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. 

ويوضح فرحات لـ"إرم نيوز" أنّ ذلك الحشد حينها أسهم عملياً في تقويض فاعلية رئاسة خوان غوايدو، قبل أن تبدأ اتصالات ومحادثات غير معلنة بين واشنطن وكراكاس.

وأضاف فرحات  أنّ السيناريو الحالي يبدو أكثر حدّة، إذ يستخدم ترامب، اليوم، رسائل عسكرية شديدة الوضوح، سواء من حيث نوعية التسليح أو مستوى التحشيد، إلى جانب حملة سياسية وإعلامية واسعة، ما يعطي انطباعاً بأنّ واشنطن تتجه نحو خيار إسقاط النظام في فنزويلا، وربما استهداف مادورو نفسه.

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو ودونالد ترامب

"أكسيوس": ترامب يخطط للتحدث مباشرة مع مادورو

 سياسة "حافة الهاوية"

وأوضح أنّ الهدف الفعلي لترامب، الذي يعتمد سياسة "حافة الهاوية"، ليس محاربة المخدرات أو دعم الديمقراطية كما يروّج، بل إعادة ترسيخ الحضور الأمريكي في فنزويلا، وتقليص النفوذ الصيني والروسي فيها، وفرض معادلة جديدة تقوم على إعادة واشنطن إلى الاستثمار والتأثير داخل البلاد.

وأشار فرحات إلى أنّ ترامب يسعى، اليوم، إلى استثمار هذا التحشيد والتهديدات المتواصلة لإيصال رسالة واضحة لمادورو، مفادها أنّه قد يُجبر على تقديم تنازلات كبيرة حفاظاً على بقائه في السلطة واستقرار الدولة، خاصة أنّ أي مواجهة عسكرية ستكبّد فنزويلا خسائر فادحة، في ظل ما تعانيه من آثار العقوبات الاقتصادية والفقر المدقع.

ويرى أنّ ترامب يعتبر هذه اللحظة مناسبة لانتزاع تنازلات من كراكاس وفرض شروط أمريكية على الداخل الفنزويلي، مضيفاً أنّ مادورو قد يُظهر استعداداً لفتح الباب أمام الاستثمارات الأمريكية مجدداً، إلا أن مدى استعداده للتفاوض حول علاقاته مع الصين وروسيا لا يزال غير واضح، كما أنه ليس معروفاً ما إذا كانت واشنطن ستقبل بحلول وسط تقوم على تقليص نفوذ موسكو وبكين مقابل عودة نفوذها.

ضربات عسكرية محدودة

ولم يستبعد فرحات أن تتزامن هذه المساعي مع ضربات عسكرية محدودة، أو حتى مع خيار أمريكي لتنفيذ عملية واسعة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتائج ملموسة، مؤكداً أنّ الخيار العسكري سيبقى مطروحاً على طاولة واشنطن في المرحلة المقبلة.

بدوره، يرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، أنّ تعاطي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نيكولاس مادورو بأسلوب يشبه "دبلوماسية كيم" قد يكون خياراً مطروحاً، رغم الاختلاف الجغرافي بين كوريا الشمالية الواقعة قبالة السواحل الغربية للولايات المتحدة، وفنزويلا التي تحظى بأهمية إستراتيجية أكبر لوقوعها في قلب المجال الحيوي الأمريكي في أمريكا الجنوبية. 

ويشير شيات إلى أنّ هذا الواقع قد ينعكس على طبيعة النهج الأمريكي، سواء عبر استخدام سياسة "العصا والجزرة"، أو من خلال أدوات دبلوماسية واتصالات مباشرة لتحقيق الأهداف الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو

في عيد ميلاده.. واشنطن تبحث شن حرب نفسية لإجبار مادورو على التنحي

تحقيق مصالح واشنطن

وأوضح شيات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنّ واشنطن قد تسعى إلى تحقيق مصالحها دون اللجوء إلى القوة العسكرية، مع الإبقاء على مستوى من العلاقات يضمن استمرار نفوذها داخل فنزويلا، إلا أنّ هذا الأسلوب قد يكون أيضاً محاولة لاختبار حدود الجاهزية الفنزويلية والردّ على نحو ينسجم مع رؤية الولايات المتحدة، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات على إمكانية نجاح تدخل مباشر في فنزويلا دون أن يخلّف آثاراً خطيرة قد تصل إلى حدّ اندلاع حرب أهلية.

ولفت شيات إلى أنّ التدخل العسكري  الأمريكي المباشر ينطوي على مخاطر سياسية وبشرية كبيرة، تجعل كلفته مرتفعة للغاية، ما يدفع واشنطن إلى تفضيل أدوات التفاوض والضغوط السياسية، بهدف الحد من النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، وزيادة الضغط على النظام الفنزويلي.

واعتبر شيات أنّ العلاقة بين إدارة ترامب وكراكاس محكومة بمعادلات معقدة، من بينها مدى استعداد فنزويلا لاستيعاب الرسائل الأمريكية التي تحمل مؤشرات واضحة على تصعيد الضغوط. 

وأضاف أنّ فرص التفاهم لا تزال محل نقاش، وتعتمد في جوهرها على التصورات المتبادلة التي يحملها كل طرف تجاه الآخر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC