الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

انفجار قبالة داكار.. هل تمتد الحرب الروسية الأوكرانية إلى سواحل غرب أفريقيا؟

انفجار في ناقلة نفط روسية قرب سواحل السنغالالمصدر: the-sun

في حادث أثار قلقًا واسعًا في السنغال والمنطقة، تعرضت ناقلة نفط روسية تُدعى "مرسين" لسلسلة انفجارات غامضة أثناء رسوّها قبالة سواحل داكار نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، بينما كانت تحمل نحو 40 ألف طن من وقود الديزل. 

ورغم السيطرة على الوضع سريعًا، إلا أن ملابسات الهجوم ومصدره المحتمل يطرحان تساؤلات استراتيجية تتجاوز البعد البيئي إلى تهديدات أمنية أوسع، بحسب مجلة "جون أفريك".

احتواء أولي وقلق مستمر

أعلنت هيئة ميناء داكار المستقل أن عمليات تأمين السفينة تتواصل "بنشاط" رغم سوء الأحوال الجوية، مؤكدة بقاء الناقلة مستقرة وتحت مراقبة دائمة. 

كما انتشرت فرق غواصين متخصصين في تفكيك المتفجرات لفحص الهيكل ومعالجة الأضرار التي طالت غرفة المحركات وتسببت في فيضان داخلي.

أخبار ذات علاقة

ناقلة النفط مرسين

انفجارات في هيكل ناقلة نفط قبالة السواحل السنغالية

ومع تداول صور الناقلة المنجرفة عبر الشبكات الاجتماعية، ارتفعت المخاوف من تسرب نفطي محتمل قد يُلحق أضرارًا جسيمة بالنظام البيئي البحري، خصوصًا أن السفينة ترفع العلم البنمي لكنها تابعة لشركة بشكتاش التركية للشحن.

حرصت الشركة على طمأنة الرأي العام مؤكدة عدم وقوع إصابات أو تلوث، وأن السفينة لا تشكل أي تهديد فوري للملاحة.

من يقف وراء الانفجار؟

يلف الغموض دوافع استهداف السفينة، لكن خبراء الأمن البحري يرجّحون فرضية الهجوم الأوكراني؛ فمع العقوبات الغربية المشددة على صادرات الطاقة الروسية، تسعى كييف، بحسب تقديرات أمنية، لتعطيل ما تصفه بـ"أسطول الظل" الذي تستخدمه موسكو لتسويق النفط خارج الأطر القانونية.

ويرى محللون أن أوكرانيا كثّفت خلال العام الأخير هجمات بطائرات مسيّرة وعمليات تخريبية ضد ناقلات مرتبطة بروسيا، سواء في البحر الأسود أو موانئ المتوسط، بهدف إظهار أن مصالح الطاقة الروسية ليست آمنة في أي مكان.

أخبار ذات علاقة

منشأة لشركة "لوك أويل" الروسية

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

إعلان كييف مؤخرًا مسؤوليتها عن استهداف ناقلتين تحملان علم غامبيا قبالة تركيا يعزز هذه الشكوك، رغم عدم تبنيها رسميًّا حادث داكار.

الحادث لا يبدو معزولًا؛ فمنذ ديسمبر 2024، سُجلت سبع عمليات تفجير لناقلات مرتبطة بروسيا في مناطق متفرقة، من البلطيق إلى ليبيا. هذا التطور يثير مخاوف من انتقال الحرب البحرية إلى مسارح بعيدة عن مركز النزاع في أوروبا.

قد تجد غرب أفريقيا، التي تعاني أصلًا من تهريب النفط والقرصنة والجريمة البحرية، نفسها في قلب صراع استراتيجي بين موسكو وكييف؛ وأي تسرب نفطي على سواحل السنغال سيضاعف المشاكل الاقتصادية في قطاع الصيد والسياحة والبيئة الساحلية.

تداعيات سياسية ودبلوماسية

لم تُصدر الحكومة السنغالية موقفًا رسميًّا بعد، في وقت تتعامل فيه الأجهزة الأمنية مع الوضع بوتيرة حذرة. أما تركيا، التي ترتبط شركاتها بالسفينة المستهدفة، فقد رفعت درجة القلق، وندد الرئيس رجب طيب أردوغان بما وصفه بـ"تصعيد مقلق يهدد أمن البحر الأسود والمياه الإقليمية التركية".

أخبار ذات علاقة

ما يسمى بأسطول الظل الروسي

كييف توسّع هجماتها إلى العمق البحري وتستهدف شرايين النفط الروسي

وفي محاولة للحد من المخاطر، أعلنت شركة بشكتاش تعليق كل عملياتها ذات الصلة بالأسواق الروسية، معتبرة أن مستوى التهديد أصبح "غير مقبول".

بينما يقف العالم أمام حرب تتجاوز الجبهات التقليدية، يبدو أن خطوط المواجهة باتت تشمل طرق الإمداد البحرية التي تُشكل شريان حياة لاقتصاد روسيا القائم على الطاقة. 

وإذا ثبت أن حادث “مرسين” يأتي ضمن هذا السياق، فإن السنغال وساحل غرب أفريقيا قد تكونان مقبلتين على مرحلة جديدة من عدم اليقين الجيوسياسي.

وفي انتظار كشف التحقيقات عن الجهات الفاعلة، يبقى السؤال الأبرز: هل تصبح مياه الأطلسي قبالة داكار ساحة خلفية لحرب لا تمتلك أفريقيا فيها لا ناقة ولا جمل؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC