قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن التقارب بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث بات البيت الأبيض والكرملين متوافقين بشكل كامل الآن.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من التحليلات المتعددة حول إعجاب ترامب ببوتين، فإن التحولات في سياسة الرئيس الأمريكي منذ عودته إلى منصبه قد يكون لها تأثيرات عميقة.
وبحسب الصحيفة، كانت العلاقة بين الرئيسين ترامب وبوتين موضع تدقيق مستمر من قبل التحقيقات الأمريكية، تقييمات أجهزة الاستخبارات الأجنبية، والتحقيقات الإعلامية.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن هذه التحقيقات كشفت عن أدلة تدعم مجموعة من النظريات المتعلقة بتقارب ترامب مع الرئيس الروسي، الذي قضى حياته المهنية في محاولة تقويض المصالح الأمريكية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى تفسير واحد مثالي لهذا التقارب حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أنه بناءً على تصرفات ترامب العامة في الأسابيع الستة الأولى من ولايته الثانية، فإنه لم يتخذ سوى القليل من القرارات بشأن الأمن القومي أو السياسة الخارجية التي لم يرحب بها الكرملين، مما يجعل موقفه تجاه بوتين أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وقالت رئيسة مكافحة التجسس السابقة في وكالة المخابرات المركزية، سوزان ميلر، والتي قادت تقييم الاستخبارات في عام 2017 بشأن التدخل الروسي في الانتخابات: "إن تقارب ترامب مع الرئيس الروسي يعود إلى 'حسده المستبد'؛ فهو يطمع في السلطة التي يتمتع بها بوتين في اتخاذ القرارات دون أي قيود".
وأشارت الصحيفة إلى أن أفعال وتصريحات ترامب، منذ بداية ولايته الثانية، تكشف بوضوح عن قربه من بوتين وابتعاده عن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين.
فقد اتهم ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببدء الحرب التي أسفرت عن الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، وأوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا التي كانت في أمس الحاجة إليها لمحاربة القوات الروسية.
كما أوقف برامج المساعدات الأمريكية التي يرفضها بوتين منذ وقت طويل، بما في ذلك تلك التي تدعم الديمقراطية في دول مثل المجر التي تقربها روسيا من دائرة نفوذها.
وقد دافع ترامب عن أفعاله جزئيًا بأنها ضرورية لجلب روسيا إلى طاولة المفاوضات، وصوّر نفسه كوسيط للسلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وضغط على زيلينسكي لتقديم تنازلات أكبر من تلك التي قدمها بوتين.
كما قام بتهميش الحلفاء الأوروبيين، مشيرًا إلى أنهم قد يضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم في المستقبل.
وقالت الصحيفة إن التقارب بين الرئيسين الأمريكي والروسي أصبح أكثر وضوحًا في الأسابيع التي تلت عودة ترامب إلى السلطة، حيث تضغط إدارته على أوكرانيا للتفاوض على اتفاق سلام مع روسيا.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو على قناة "فوكس نيوز"، حيث وصف الصراع في أوكرانيا بأنه "حرب بالوكالة" بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما وافق عليه المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، معتبرًا أن هذا الرأي يعكس توافقًا تامًا بين مواقف البيت الأبيض والكرملين.
